Page 292 - ملف الإنجاز مقرر إعداد المعلم
P. 292
هل يمكن اعتبار النظامين التكاملي والتتابعي في الوقت الحالي
كافية لإعداد المعلم وتحقيق رؤية 2030؟
مما لا شـك في أن تجديد برامج إعداد المعلم ،واتباع سـياسـة فاعلة لانتقاء المعلمين وتعليمهم؛ تعد
حجر الزاوية في إصــلاح التعليم ،لأن جودة التعليم لا يمكن أن تكون أفضــل من جودة المعلمين .وتشــير
نتائج البحوث الميدانية الرصـــــــينة إلى أن المعلم هو من يصـــــــنع الفرق في تعلّم التلاميذ ،حتى قُّدر الفرق
بعامين في التحصيل الدراسي بين تلميذ يتعلم مع معلم جيد وتلميذ يتعلم مع معلم غير جيد.
ويمكن القول إن من أهم العوامـــل التي تقف خلف تراجع جودة التعليم في المملكـــة العربيــة
السـعودية ضـعف برامج إعداد المعلم ،ومن المؤشـرات الدالة على ذلك قلة نسـبة المجتازين لاختبار كفايات
المعلمين الذي يقدمه المركز الوطني للقياس ،ففي عام ،1437/1436كان متوســـــــط درجات المختبرين
%43في الجزء التربوي من الاختبار و %37في الجزء التخصصي ،بينما يشترط لاجتياز الاختبار تحقيق
%50فيكل من الجزأين.
وقد تضـــمنت رؤية المملكة العربية الســـعودية 2030ما يؤكد على أهمية التجديد في ســـياســـة
إعداد المعلم ،حيث نص الهدف الاسـتراتيجي الثاني ضـمن أهداف وزارة التعليم على "تحسـين اسـتقطاب
المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم وتطويرهم" ،ونص الهدف الاستراتيجي السابع على "تعزيز قدرة نظام التعليم
لتلبية متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل"
وفي عام (2017م) صـــــــدرت نســـــــخة محدثة من وثيقة المعايير المهنية للمعلمين بالمملكة العربية
السـعودية ،تم بناؤها وفق دراسـات لأفضـل التجارب العالمية ،حيث أعد لها إطار نظري وإجرائي من فرق
عمل متخصصة ،ضمت أعضاء هيئة تدريس من مختلف الجامعات السعودية ،ومعلمين خبراء ،تم خلال
ذلك دراســة الواقع وإقامة ورش عمل متعددة لبناء المســودة الأولية ،ثم تحكيمها من بيوت خبرات دولية،
وخبراء محليين ،إضــافة لاســتطلاعات رأي المجتمع التربوي والعام ،من خلال مشــاركة أكثر من 25000
من المعلمين والتربويين ،والطلاب ،وأولياء الأمور ،وأفراد المجتمع السعودي.
291