Page 257 - merit 50
P. 257

‫‪255‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

 ‫الملك إخناتون من ابنتهما الأميرة‬     ‫يضخ الطاقة في أجسادنا بأشعة‬         ‫ُيع ُّد واح ًدا من القطع الفريدة في‬
   ‫«ميريت أتون» وهي أكبر بناته‬         ‫الشمس فيجعلنا نعيش وننمو‪،‬‬             ‫الفن المصري القديم‪ ،‬ويرجع‬
 ‫الست‪« :‬ميريت أتون التي ولدت‬          ‫وهو الذي يشفينا من الأمراض‪،‬‬             ‫السبب إلى أخذها هذا اللون‬
    ‫في طيبة قبل الانتقال الى أخت‬     ‫ويجفف جروحنا‪ ،‬ويبقينا على قيد‬              ‫الأبيض من أمها نفرتيتي‬
    ‫أتون‪ ،‬والخمس اللواتي ولدن‬
  ‫في أخت أتون‪ ،‬وهن مكت أتون‪،‬‬                              ‫الحياة»(‪.)3‬‬     ‫الكنعانية‪ ،‬كما وصفت في رواية‬
                                         ‫وكان حب إخناتون لنفرتيتي‬          ‫«إخناتون ونيفرتيتي الكنعاية»‬
‫وعنخس أن با أتون‪ ،‬ونفرو أتون‬           ‫لا يشابهه حب‪ ،‬وهو يؤكد ذلك‬       ‫لصبحي فحماوي‪« ،‬كانت ُتحادثه‪،‬‬
 ‫تاشيري‪ ،‬ونفر نفرو رع‪ ،‬وستب‬          ‫بكلماته التي قالها لها يوم موافقة‬   ‫بينما هو الأسمر منذهل بجمالها‬
                                        ‫أبيها على الزواج من إخناتون‪:‬‬    ‫الأبيض‪ ،‬وبرقبتها الطويلة المطوقة‬
                     ‫إن رع»(‪.)5‬‬       ‫«وهنا نزلت دموع أمنحتب وهو‬
  ‫فذلك الزواج لم يكن الا كمخطط‬                                                ‫بقلادة من اللؤلؤ‪ ،‬وبعينيها‬
  ‫من الأم الملكة «تيي» التي كانت‬                ‫يقول لها أمام أبويها‪:‬‬   ‫الزرقاوتين الواسعتين كبحيرتين‬
                                             ‫ستكونين الزوجة الملكية‬
     ‫تسعى لتوريث العرش لأحد‬                                                                 ‫رائقتين»(‪.)2‬‬
 ‫أبنائها وتزويجه من إحدى ذوات‬                          ‫الملكة العظمى‬          ‫كان يجمعهما حبهما لأتون‬
                                                 ‫ولن يكون حب كبير‬       ‫الشمس وسعيهما لإعلان الشمس‬
   ‫الدم الملكي‪ ،‬فتقول له‪« :‬التقاليد‬              ‫كحب كل منا للآخر‬          ‫أو رع روح الشمس التي اتفقا‬
‫تحتم عليك يا ولدي أن تتزوج من‬                 ‫وستبقين جميلة وشابة‬              ‫أن يكون الإله الحقيقي‪ ،‬إذ‬
                                                                             ‫إن الشمس هي التي تطعمنا‪،‬‬
  ‫أختك سات آمون الوريثة الملكية‬                    ‫وسعيدة للأبد»(‪)4‬‬            ‫وتسقينا وهي التي تحيينا‬
‫الكبرى‪ ،‬فيقول لها‪ :‬ولكن نفرتيتي‬        ‫فكيف انقلبت في المشاعر وتبدد‬        ‫وتميتنا‪ ،‬فلولا الشمس لما نبت‬
 ‫وحدها هي التي أحب‪ ،‬وأثق فيها‬        ‫الحب‪ ،‬في ظل الظروف السياسية‬        ‫العشب ولما رعت الأبقار‪ ،‬وشربنا‬
                                       ‫والدينية‪ ،‬رغم قصة الحب التي‬        ‫اللبن‪ ،‬ولا رعت الأغنام وحملت‬
                    ‫يا أمي‪)6(»..‬‬      ‫جمعتهما وولائهما لبعضهما‪ ،‬إذ‬           ‫وولدت فأكلنا اللحم‪ ،‬وحتى‬
     ‫نحن نعرف أن إخناتون كان‬           ‫لم يصمد هذا الحب إلا لسنوات‬         ‫الماء نجده يتجمد ويصبح غير‬
  ‫متزو ًجا بزوجته الملكة الرئيسة‬         ‫معدودة‪ ،‬حيث لحقت الفجيعة‬         ‫قابل للشرب بلا أشعة الشمس‪،‬‬
‫نفرتيتي التي كانت تشاركه الفكر‬        ‫الكبرى بالملكة نفرتيتي‪ ،‬وسارت‬       ‫وأشعة الشمس هي التي تعطينا‬
‫في عبادة الإله آتون بصفته (القوة‬                                              ‫الصحة والحياة‪ ،‬وهي التي‬
 ‫الحيه التي تحرك قرص الشمس‬               ‫الأمور بشكل مأساوي مد ِّمر‬       ‫تميتنا‪ ،‬ولذلك هي الإله ‪-‬حسب‬
 ‫والكائنات الأخرى)‪ ،‬وتظهر معه‬           ‫لكلا الطرفين‪ ،‬وذلك بعد زواج‬         ‫إخناتون ونيفرتيتي‪ -‬خاص ًة‬
 ‫في الاحتفالات الدينية وترافقه في‬                                            ‫وأن أتون رع هو أحد الآلهة‬
                                                                            ‫المصرية‪ ،‬وكذلك شمسو الإله‬
                  ‫كل مشاهداته‪.‬‬                                          ‫الكنعاني ومثيله الإله الهندي بدل‬
   ‫وقامت أمه الملكة «تيي» بتقديم‬                                          ‫ديانة آمون التقليدية‪ ،‬ولهذا قام‬
‫زوجة ثانية له تدعى «كيا»؛ والتي‬                                           ‫إخناتون بإنشاء عاصمة جديدة‬
‫يرجح أنها والدة توت عنخ أمون‪.‬‬                                             ‫واطلق عليها اسم «أخت أتون»‪،‬‬
 ‫فزواجه كان بذريعة الحفاظ على‬                                               ‫وأنشأ فيها معابد خاصة بإله‬
   ‫الإمبراطورية‪ ،‬وبحكم العادات‬                                          ‫التوحيد‪ ،‬فغيَّر دين آمون إلى دين‬
   ‫والتقاليد من ناحية ومن ناحية‬                                            ‫أتون إذ يقول إخناتون‪« :‬وأرى‬
‫أخرى ُتحاول أُمه إخباره أن هناك‬                                            ‫أن الإله أتون الشمس هو قلب‬
   ‫مؤامرات ُتحاك ضده قائلة له‪:‬‬                                          ‫الشمس‪ ..‬طاقة الشمس‪ ..‬هو الذي‬
‫«ولا أخفي عليك أن هناك قوى لا‬
  ‫ُيستهان بها ُتحاول إزاحتك من‬

                  ‫هذا الموقع»(‪.)7‬‬
     ‫ومن المنافسين له في السلطة‬
   252   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262