Page 255 - merit 50
P. 255
253 ثقافات وفنون
كتب
محمد السادس بن الحسن عبد الرحيم العطري أنطونيو غرامشي للكاتب بأن المؤسسة العسكرية
بالمغرب كانت فاعلة على الدوام في
بالملموس ،أن العطب يعتور مختلف رأيه ،أساسيات مركزية في مطبخ
التضاريس المجتمعية .وعليه، صناعة النخب ودوائر صنع القرار مختلف الأحداث السياسية التي
السوسيو سياسي بالمغرب .إلا أن عرفتها البلاد ،وأنها ما زالت،
فالنخب المثقفة لا يمكن ،في رأيه، ما لاحظه الكاتب بقوة في هذا المسار
أن تعفي نفسها من أداء مهمتها لحد الآن ،في نظره ،تلعب الدور
التاريخية التي تؤكدها مختلف الملتهب هو حضور المخزن ،كبنية الريادي في صياغة السيناريوهات
التجارب الإنسانية ،ولا يمكنها أن وكنظام اختراقي وتوجيهي لكل
تمنع نفسها من مقاومة كل وسائل الأنساق والنخب المجتمعية وكل الممكنة لتدبير حقوق المجتمع.
القمع والإغراء ،تحصينًا لأدوارها الحقول؛ وهو ما يعني ،في رأيه ،أن فالجيش بالمغرب ،كما في مجموعة
الطريق نحو النخبة يدشنها العطف
الطليعية. المخزني واستراتيجياته الخاصة من الدول العربية ،لم يكتف
«فمتى يحدث ذلك؟».. المتعلقة برهانات الإدماج والتدجين. بدوره الطبيعي في حماية السيادة
هكذا تساءل الكاتب د.عبد الرحيم وهكذا ،فعندما انتقل الكاتب بسؤاله
العطري بحرقة ،في نهاية هذا الترابية ،بل انتقل ،بكل ثقله
الكتاب الهام ،راس ًما من خلال النقدي نحو مساحات النخبة، الرمزي والمادي ،من حدود الوطن
طرحه لهذا التساؤل إطا ًرا منفت ًحا انكشف له العطب وانفضحت إلى حدود السياسة والسلطة ،بل
على الراهن المغربي بمختلف أطيافه، أمامه إرهاصات هذا الأخير الأولية إلى الكثير من الفعاليات المجتمعية
الذي يدعو القارئ والمتتبع إلى المزيد وتوضحت له نتائجه الكارثية ،من المدنية كالرياضة والثقافة والعمل
من التفكير والتأمل في مختلف تنمية معطوبة واختيارات لا شعبية
تداعياته المصيرية( .ص-251 ودرجات الاحتقان المجتمعي ،التي الاجتماعي( .ص)247 -227
لم تعد ،في نظره ،تنفع معها تقنيات فالكاتب لم يكن يتوقع الوصول إلى
)262 التلقيح والتنويم ،ولا عمليات العطب المغربي عبر الطريق المؤدية
التجميل والتلميع .فكل ذلك يؤكد له إلى قشدة المجتمع .فمن ذات الطريق
المؤدية إلى هذه الأخيرة ،كان
«البدء -كما يقول -وكان الانفتاح
على شروط من الرساميل المادية
والرمزية التي تعبِّد هذه الطريق
لسالكيها نحو دوائر صنع القرار».
وبرفقة نخب وحقول السياسة
والثقافة والدين والجيش والمجتمع
المدني كان الافتتاح لمرات عديدة،
«على الأعطاب القصوى وعلى
تشوهات الفعل وجنينية المفاهيم،
وعلى مصالح الحراك وصفقات
الوصول السريع إلى الفوق».
فبرفقة ذات النخب ،كان سؤاله
النقدي متوج ًها بالضبط نحو
إشكالية الالتحاق بصالونات النخبة
ونتائج هذا الالتحاق وشروطه قب ًل.
فالرضا المخزني ،أو ًل ،والرساميل
الرمزية والمادية المفتوحة على
الأصل النبيل وصفقات المصاهرة
وسلطة المقدس ،ثانيًا ،هي في