Page 252 - merit 50
P. 252

‫إلى أعلى هرم السلطة‪( .‬ص‪-31‬‬         ‫الظاهرة والخفية‪ ،‬التي تقود ُم َت َتبِّ َعها‬
                          ‫‪)32‬‬             ‫إلى الصعود إلى الأعلى‪ ،‬لامتلاك‬
                                                    ‫سلطة اتخاذ القرار‪.‬‬
   ‫أما في الفصل الثاني من الكتاب‬             ‫أما في الفصل الأول المعنون‬
‫المعنون بـ»النخبة الحزبية‪ ..‬المقاولة‬     ‫بـ»صناعة النخبة‪ ..‬الطريق نحو‬

  ‫السياسية والحراك الاجتماعي»‪،‬‬          ‫قشدة المجتمع»‪ ،‬فقد سعى الكاتب‬
  ‫فقد حاول الكاتب تسليط الضوء‬         ‫إلى إثارة عدد من الأسئلة استهدفت‬
   ‫على الظاهرة الحزبية في المغرب‬
                                            ‫استراتيجيات صناعة النخبة‬
       ‫وطبيعتها‪ ،‬مفك ًكا عناصرها‬          ‫بالمغرب‪ ،‬وتلمس طريق ومسار‬
‫الداخلية ومكوناتها وآلية اشتغالها‪.‬‬       ‫الوصول إلى دوائر صنع القرار‪،‬‬
                                      ‫كما استهدفت أي ًضا آليات وشروط‬
    ‫والظاهرة الحزبية لم تظهر‪ ،‬في‬
‫نظره‪ ،‬نتيجة دعم شريحة أو طبقة‬               ‫تحقق التسلق إلى قمة الهرم‪،‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬بل أملت ظهورها ظروف‬            ‫متسائ ًل عن مدى صحة الحديث‬
‫النضال ضد المستعمر والتعبئة من‬          ‫عن «سوسيولوجية ممكنة» دون‬
  ‫أجل التحرر من ربقة الاستعمار‪.‬‬         ‫تأصيل لحضور هذا العلم‪ ،‬ضمن‬
                                      ‫حقول معرفية كثيرة ج ًّدا‪( .‬ص‪)17‬‬
         ‫وعليه‪ ،‬فقد أفاد تشريحه‬          ‫وقد حدد‪ ،‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ماهية‬
   ‫السوسيولوجي لها‪ ،‬بالقول إنها‬
 ‫قد خرجت من رحم الزوايا؛ لذلك‪،‬‬            ‫النخب‪ ،‬وذلك من خلال نموذج‬
   ‫فرغم اختراقها للمغرب عمود ًّيا‬        ‫الاستوزار‪ ،‬مشي ًرا إلى أن النخبة‬
‫وأفقيًّا‪ ،‬ورغم الحداثة السياسية‪ ،‬لم‬       ‫السياسية المغربية ومثيلاتها في‬
 ‫يستطع المغرب‪ ،‬في نظره‪ ،‬التخلص‬            ‫العالم العربي‪ ،‬كانت تقوم بدور‬
‫من العلاقات القرابية التي تحكمها‪.‬‬
 ‫فالوصول إلى أعلى الهرم الحزبي‪،‬‬            ‫مزدوج‪ :‬دور «شرعنة وتبرير‬
   ‫يحتاج‪ ،‬في نظر الكاتب‪ ،‬إلى بذل‬      ‫الأوضاع القائمة وإعادة إنتاج نفس‬
 ‫تضحيات وعقد تحالفات وافتعال‬
   ‫خصومات‪ ،‬وانتهاج نظام تقديم‬             ‫المنظومة المتحكمة فيها»‪ ،‬ودور‬
  ‫الهدايا‪ ،‬كآلية وصولية إلى دوائر‬         ‫«المعارضة ومناهضة الأوضاع‬
 ‫صنع القرار والاستفادة من عطف‬            ‫القائمة مع الدعوة إلى تغيير هذه‬

          ‫المخزن‪( .‬ص‪)74 -35‬‬                 ‫الأخيرة»‪( .‬ص‪ )20 -18‬كما‬
   ‫ويبقى المشهد الحزبي بالمغرب‪،‬‬        ‫سعى أي ًضا إلى تحديد دور المخزن‬
  ‫في نظر الكاتب‪ ،‬عالمًا مفتو ًحا على‬    ‫(مصطلح يفيد السلطة السياسية‬
    ‫احتمالات الانحسار؛ خصو ًصا‬         ‫المباشرة للدولة) في سيرورة إنتاج‬
 ‫عندما تنضاف إلى ذلك أزمة الفعل‬
  ‫السياسي الذي يعبر عنه السلوك‬             ‫النخبة المغربية‪ ،‬والذي يتجلى‪،‬‬
‫الانتخابي للمواطن‪( .‬ص‪)86 -78‬‬              ‫في نظره‪ ،‬في تفعيل آلية الرضى‬
 ‫لقد اعتمد المخزن المغربي‪ ،‬في ٍرأي‬       ‫والعطف المخزني‪ :‬اعتماد وسائل‬
 ‫الكاتب‪ ،‬على «التعددية السياسية»‬          ‫إدماج واحتواء وتطويع ُم َذ ِّو َب ٍة‬
 ‫كتكتيك من أجل تشجيع الانقسام‬           ‫لكل معارضة راديكالية‪ ،‬في اتجاه‬
                                       ‫صنع معارضة ناعمة ُم َت َح َّك ٍم فيها‪.‬‬
      ‫والانشقاق‪ ،‬وتذويب أي قوة‬          ‫(ص‪ )30 -27‬مثل المصاهرة مع‬
‫محتملة صاعدة تستطيع أن تخلخل‬          ‫العائلات المغربية الراقية‪ ،‬والعلاقات‬
                                        ‫الزبونية من أجل التسلق بسرعة‬

                                      ‫الحسن الثاني‬
   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257