Page 71 - merit 50
P. 71
69 إبداع ومبدعون
قصــة
ومشاقها بلا مقدمات ،بلا دليل يشير لي أي اتجاه
أسلك ،في البداية على الأقل ،تطوحت بين مجاهل
كثيرة حتى أدركت الطريق الذي يوصلني إلى
مبتغاي ،فيما كان انجذابي إليك في تزايد مستمر،
أكثر من انجذاب أي رجل تجاه امرأة ،عاطفة قوية
مشحونة بحرمان أدركتِه جي ًدا وتلقفته بحنكة
أنثى خبيرة بمواطن ضعف الرجال التي يحاولون
مداراتها عن الجميع ما استطاعوا ،ولا أدري كيف
حدس ْت تلك البراءة المطلة من عينيك الساحرتين
سر أزمتي ،نعم أزمة ظلت ترافقني لحد الآن،
وربما ستبقى حتى نهاية العمر.
خبر ِت كيف تتعاملين معي بصب ٍر وتؤدة ،وإن لم
تنجحي في كبح جماحي كلما التقيت بواحدة أتأهب
لوداعها من قبل أن أنالها ،أو أن شيئًا مني يفعل
ذلك ،يتمرد على جنوحي لأجلك ،يرفض ويصيح
محت ًّدا ضد طيش لا ينتهي ،شيئًا فشيئًا أغدو أكثر
تو ًقا للهروع إليك ،والتهاوي بين ذراعيك المعتادتين
أن تتحسسا حتى ما لم أنتبه إليه من مواجع،
تربتان عليها مهدهدتين وهج الجمر في أوصالي،
وكأنني ممسوس بلف ٍح من نار حربنا الأولى دون
سواها ،تلتها حروب عدة ،استغللتها قدر استطاعتي
من أجل تعويض خسراني القديم والمتجدد
لاستقرار عالمي الذي كان.
لعل ِك تسخرين من كل هذا وتجدينه هذ ًرا أريد به
إيجاد الأعذار لكل شطحة (نسائية) تأخذني منك
لتعود وتلقيني نحوك أكثر جنو ًحا وهيا ًما ،ولعل
هذا أي ًضا ما قد يمتص بعض ثورات غضبك من كل
حماقاتي ،عبر كل تنهد وآهة شبق تطلقينها فتسري
بين أضلعي كما لو أني أتنفس الحياة من جديد في
ثناياك ،لكنك ،ورغم كل شيء ،تواصلين البحث عن
عبق الأخرى في أنفاسي اللاهثة والتي لا ترضى أن
تستكين حتى بعد أن ننتهي من شغ ٍف يظل يغور
في روحي ،يرقب في صمت كل أنثى يتسنى لي
الاقتراب أو التقرب منها فتوقظ شبق المراهق داخلي
من جديد.
***
هي:
آه ما أكثر مكرك يا حبيبي ،دو ًما تبحث عما