Page 121 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 121
نون النسوة 1 1 9
معهم لا يفعلون ذلك سوى بوجود النجاسة ،فلا بد
من علاقة غير شرعية تربطنا م ًعا ،تذوقت أكثر من
نصف نساء المنطقة.
غصت قطعة الآيس كريم في حلقي وشعرت
بالتقزز.
-آسف ،لكنني أريد أن أتطهر وأريد ِك أن تعرفي كل
الحقيقة حتى وإن لم تكتبيها.
-أكمل ليس هناك مشكلة.
-منة كانت معجبة بمعيد استلم تعيينه حديثًا،
لكنه كان يتودد لسلوى ،الفتاة المتلزمة الخلوقة
المنكسرة ،طلبت مني أن أسقط سلوى في شراك
المخدرات وتحدتني وراهنتني ،في حال مكسبي
ستوفر لي كمية كبيرة من المخدرات ،كنا نلهو يا
تيسير بحياة الآخرين وكأننا بمعزل عنهم.
كانت سلوى تمر أمام المحل في دخولها وخروجها
من المعهد ،حزينة سريعة الخطوات لا تلتفت لما
حولها ،كانت جميلة وشهية وكأنها تحممت للتو،
نظيفة دون مكياج ،اصطدمت بها مرة وكأنني غير
متعمد ،سقطت كتبها ،جمعتها معتذ ًرا ،في اليوم
التالي قدمت لها حجا ًبا أبيض اللون منقو ًشا بورود
زرقاء ،بدت خجولة وأمام إلحاحي وافقت على أخذه
وتعارفنا.
كانت ضعيفة وهشة بلا خبرات ،ملا ًكا ضل طريقه
إلى السماء ،فهبط في طريقي وأنا الشيطان الخبير،
كنت استمتع بضعفها نحوي وطلب الحماية مني ،لا
أدرى ما السبب الذي قتل إنسانيتي ،لم أكن أعرف
الندم أو الخوف ،جرجرتها نحو طريق المخدرات ،لم
يكن طري ًقا بل كانت هاوية سقطت فيها بكل الثقل.
-كيف أسقطت فتاة ممتلئة بالطموح والنقاء يا
إسماعيل؟
-الضعف كان بابي ،وهي بابها كان مشر ًعا،
أخبرتها بحبي ورغبتي في الارتباط بها ،وملأت
وقتها بي ،كنت أسمع تفاصيل معاناتها في مرض
والدتها وليالي معهد الأورام الحزينة ،وفي تلك
اللحظات أتسلل وأقدم لها البودرة حتى يبتعد
عنها الحزن ،نف ٌس بعد نف ٍس وصرت أجدها أمام
المحل قبل وصولي ،هشاشتها ترى يا تيسير في
اختلاجاتها وحركاتها ،ضممتها لي وسمعت طقطقة
عظامها بين يدي.