Page 220 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 220

‫وأيديولوجيته كمناضل‬         ‫تنظيم الضباط الأحرار مش بس أسقط‬
 ‫سياسي يسعى لاستقلال‬         ‫الملكية إنما في طريقه عمل الأخطر وهو‬

        ‫مصر عن الإنجليز‬        ‫سحق كل التراكم السياسي والفكري‬
 ‫وعودتها لحظيرة الخلافة‬      ‫والثقافي اللي بدأ على إيد محمد علي‪ ،‬تم‬
  ‫الإسلامية (توجه الحزب‬      ‫إلغاء الأحزاب السياسية فضل بس الإخوان‬
 ‫الوطني لمؤسسه مصطفى‬         ‫المسلمين كحليف مؤقت‪ .‬تم إضافة خانة‬
                             ‫الديانة للهوية لأول مرة‪ ،‬تم تحويل الأزهر‬
                  ‫كامل)‪.‬‬      ‫لمؤسسة رسمية تابعة للدولة‪ ،‬توسعت‬
       ‫تأث ًرا بكتاب «عقيدة‬    ‫جامعة الأزهر من جامعة متخصصة في‬
‫الأولوهية» أصدر إسماعيل‬
  ‫الأدهم سنة ‪ 1937‬كتابه‬         ‫علوم الدين إلى جامعة تضم العلوم‬
    ‫«لماذا أنا ملحد»‪ ،‬شرح‬                   ‫التطبيقية أي ًضا‬
   ‫فيه أسباب إلحاده وأنه‬
    ‫مطمئن نفسيًّا لأفكاره‬      ‫المتمثلة في تكاتف مختلف‬                     ‫السلطانية‪.‬‬
  ‫زي ما المؤمن بالظبط‪ .‬في‬       ‫شرايح وطبقات وأطياف‬       ‫ساد ًسا‪ :‬تصرف الدولة العليا‬
‫نفس السنة أصدر د‪.‬محمد‬
 ‫جمال الدين الفندي كتاب‬                ‫الشعب المصري‪.‬‬       ‫السلطانية بالنظر إلى عرابي‬
  ‫بعنوان «لماذا أنا مؤمن»‪.‬‬                                 ‫باشا ورفقائه وأعوانه يكون‬
    ‫أحداث توصل لنا مدى‬            ‫عصر الوفد‬
     ‫ارتفاع سقف التعبير‬                                            ‫بصفة أنهم عصاة‪.‬‬
   ‫من ناحية وتنوع وثراء‬          ‫بدايات القرن العشرين‬         ‫ساب ًعا‪ :‬يتعين على سكان‬
 ‫الساحة الثقافية من ناحية‬           ‫كانت ذروة الفوران‬     ‫الأقطار المصرية حالة كونهم‬
   ‫تانية‪ ،‬لكن ولأن برضه‬                                   ‫رعية مولانا وسيدنا الخليفة‬
      ‫ماكنش فيه مواجهة‬            ‫الفكري والمجتمعي في‬          ‫الأعظم أن يطيعوا أوامر‬
      ‫صريحة وقاطعة مع‬           ‫مصر‪ ،‬تجلى ده سياسيًّا‬      ‫الخديوي المعظم الذي هو في‬
  ‫الفكر الديني والعمل على‬      ‫في ثورة تسعتاشر وأدبيًّا‬   ‫مصر وكيل الخليفة وكل من‬
     ‫تحجيمه بشكل قاطع‬            ‫وثقافيًّا كان له تجليات‬    ‫خالف هذه الأوامر يعرض‬
     ‫فطب ًعا الحياة ماكنتش‬                                     ‫نفسه لمسؤولية عظيمة‪.‬‬
   ‫وردي وردي والأمر لم‬             ‫كتير أذكر منها مجلة‬         ‫ثامنًا‪ :‬أن معاملة عرابي‬
                                ‫أبوللو اللي أسسها أحمد‬     ‫باشا وحركاته وأطواره مع‬
         ‫يخ ُل من عثرات‪.‬‬                                   ‫حضرات السادات الأشراف‬
 ‫فمثلا مع إسقاط مصطفى‬             ‫زكي أبو شادي‪ ،‬أحمد‬
                               ‫أبو شادي وضع أكتر من‬               ‫هي مخالفة للشريعة‬
      ‫كمال أتاتورك لدولة‬                                  ‫الإسلامية الغراء مضادة لها‬
‫الخلافة وإعلان الجمهورية‬        ‫‪ 100‬كتاب منهم «عقيدة‬
                                ‫الأولوهية» سنة ‪..1936‬‬                         ‫بالكلية‪.‬‬
   ‫التركية ورغم استقلال‬        ‫حاول فيه يوفق بين عقله‬         ‫فرمان كان بمثابة خنجر‬
 ‫مصر رسميًّا عن الخلافة‬      ‫كطبيب درس البكتريولوجيا‬          ‫في ضهر الثورة العرابية‬
                                                             ‫والملحمة الوطنية البديعة‪،‬‬
       ‫قبلها بسنين‪ ،‬إلا أن‬           ‫في إنجلترا من جهة‬
  ‫الموضوع مامرش مرور‬               ‫وبين وجدانه كمؤمن‬
   ‫الكرام وسارع مجموعة‬

       ‫من «علماء الأزهر»‬
       ‫بإصدار بيان يدين‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225