Page 50 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 50

‫العـدد ‪34‬‬    ‫‪48‬‬

                                                  ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

        ‫إن الاجتهاد النقدي لدى أشهبون‬                                     ‫عبد المالك أشهبون‬

       ‫يتموقع في صميم المعترك النقدي‬                        ‫دراسة وتفكيك الخطاب النقدي العربي‬
                                                           ‫الذي تناول أعماله بالنقد والتحليل‪ ..‬وفي‬
       ‫العربي الجديد‪ ،‬وأنه اجترح مسالك‬              ‫هذا الصدد درس مجموعة من الدراسات النقدية‬
                                                  ‫لأهم النقاد العرب المعاصرين‪ ،‬وهي عشر دراسات‬
       ‫وعرة‪ ،‬ضار ًبا بعرضة الحائط نصيحة‬             ‫لكل من‪ :‬سيزا قاسم‪ ،‬عبد الحميد شاكر‪ ،‬فخري‬
                                                   ‫صالح‪ ،‬فريال جبوري غزول‪ ،‬محمد بدوي‪ ،‬أحمد‬
     ‫الناقد جيرار جينيت‪" :‬احذروا العتبات"‬         ‫المديني (دراستين)‪ ،‬ماهر شفيق فريد‪ ،‬عبد العزيز‬
                                                    ‫موافي‪ ،‬عبد الله السمطي‪ ..‬راص ًدا التحولات التي‬
     ‫ودخل غمارها بعد أن عانت تهمي ًشا‬                  ‫استشعرها هؤلاء النقاد على مستوى التجربة‬
                                                     ‫الروائية العربية‪ ،‬وتجربة إدوار الخراط خاصة‬
        ‫طويًل في نقدنا العربي‪ ،‬لذا جاءت‬             ‫والقضايا المركزية التي انشغلوا بها قيد تحليلهم‬
                                                     ‫لنصوصه السردية المنفلتة‪ ،‬هذا ما تطرق له في‬
    ‫معظم كتبه في هذا الموضوع خطاب‬                    ‫الفصل الثالث‪ ،‬الذي عنونه بـ»قراءة حوارية في‬
                                                  ‫نقد الأعمال السردية لإدوار الخراط»‪ ،‬ووزعه على‬
     ‫العتبات الروائية وكل ما يتعلق بها‬
                                                                                    ‫أربعة مباحث‪:‬‬
                    ‫من الغلاف إلى الغلاف‬                                ‫أو ًل‪ :‬تحديد المتن ودواعيه‪.‬‬
                                                         ‫ثانيًا‪ :‬الاستعراض الأفقي لمحاور الانطلاق‪.‬‬
 ‫الصحافي أو الإخباري‪ ،‬أو حتى التقليداني‪ ..‬ذلك‬                 ‫ثالثًا‪ :‬مستوى الاستخلاص العمودي‪.‬‬
  ‫أن الحساسية الجديدة في نقد النقد هي انتصار‬                         ‫راب ًعا‪ :‬استنتاجات لا بد منها‪.‬‬
‫للنقد الجديد والجاد الذي يكتب وفق تصور دقيق‬           ‫من خلال ما رأيناه في هذا المبحث يتبين لنا أن‬
                                                   ‫القراءة النقدية وفق استراتيجية «الحوار النقدي»‬
                     ‫للمشروع الروائي المتجدد‪.‬‬          ‫وليس النقد الهدام أو النقد الإقصائي‪ ،‬وليس‬
   ‫صدر «الحساسية الجديدة في الرواية العربية»‬      ‫احتفاء أو تمجي ًدا لناقد دون غيره‪ ،‬وإنما الانتصار‬
                                                        ‫للصرامة العلمية الأكاديمية‪ ،‬مع تغييب النقد‬
      ‫سنة ‪ 2010‬وبعد أكثر من عشر سنوات لا‬
     ‫يزال للكتاب راهنية وأهمية قصوى‪ ،‬ذلك أن‬
 ‫الحساسية الجديدة موضوع جديد متجدد‪ ،‬ومن‬
‫صميم الاشتغال النقدي الراهن خاصة في القصة‬
    ‫القصيرة والقصيرة ج ًّدا‪ ،‬والشعر العربي على‬
     ‫الأخص‪ ،‬وقد سجل الدكتور أشهبون قصب‬
‫السبق بهذا الكتاب في مقاربة الحساسية الجديدة‪،‬‬
‫وتلقفها الكثير من الباحثين وطبقوا استراتيجيتها‬
   ‫النقدية واشتغالاتها المفاهمية في الشعر (أشير‬
 ‫هنا باختصار إلى بعض الكتب‪« :‬في راهن الشعر‬
 ‫المغربي المعاصر‪ ،‬من الجيل إلى الحساسية» لعبد‬
 ‫اللطيف الوراري‪ ،‬وكتاب «الحساسية الجديدة في‬
‫الشعر المغربي المعاصر‪ ،‬المنعطف الجمالي والمنجز‬
 ‫النصي لكل من محمد الديهاجي وحسن الأشقر‬

                        ‫وأمجد مجدوب رشيد)‪.‬‬
      ‫ومما لا شك فيه أن الدكتور أشهبون متابع‬
    ‫جيد لجديد الساحة الروائية العربية ورا ٍع لها‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55