Page 46 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 46

‫العـدد ‪34‬‬    ‫‪44‬‬

                                                     ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

    ‫(الحساسية القديمة) وذلك بالرجوع إلى كتابه‬        ‫‪ -3‬مفهوم «الحساسية الجديدة»‬
     ‫القيم‪« :‬العنوان في الرواية العربية» خاصة في‬         ‫بين الخراط وأشهبون‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ ،‬والذي يمكن القول إنه نواة أساسية‬
‫لهذا الكتاب‪ ،‬أما الفصل الأول فقد خصصه لدراسة‬             ‫دون الدخول في تاريخية المصطلح وأسبقية من‬
    ‫موقع العنوان ووظائفه في روايات «الحساسية‬         ‫ذكره‪ ،‬فإني أختصر الكلام بمدخل تعريفي لمصطل ِح‬
      ‫التقليدية»‪ ،‬في الفصل الثاني ناقش الموضوع‬
                                                             ‫الحساسية الجديدة بين الخراط وأشهبون‪.‬‬
        ‫بتفصيل في روايات «الحساسية الجديدة»‪.‬‬            ‫يرى الخراط أن الحساسية الجديدة هي‪« :‬كيفية‬
‫ينبغي الإشارة إلى أن إدوار الخراط في تعريفه كان‬         ‫تلقي المؤثرات الخارجية والاستجابة لها»(‪ )5‬لكن‬
                                                       ‫هذا التعريف يبدو غام ًضا‪ ،‬وفي سياق آخر يعرفه‬
   ‫في صراع مع أنصار الحركة الروائية السابقين‬
  ‫عليه‪ ،‬لذا فينبغي أن يأخذ بالحيطة والحذر‪ ،‬حتى‬             ‫بكونه‪« :‬مجموع الرؤى والطرائق الفنية التي‬
                                                     ‫تختلف اختلا ًفا أساسيًّا عن الرؤى والطرائق الفنية‬
             ‫يكون الباحث أكثر دقة وموضوعية‪.‬‬
    ‫وقد يتطابق ويتماثل هذا المصطلح «الحساسية‬             ‫التي اتخذتها الحساسية التقليدية»(‪ ،)6‬أما الناقد‬
                                                       ‫عبد المالك أشهبون فيرى أن الحساسية الجديدة‪،‬‬
       ‫الجديدة» في كتاب ناقدنا مع بعض المفاهيم‬        ‫هي تلك الحساسية التي «سعت إلى تأسيس كتابة‬
        ‫والمصطلحات النقدية القريبة منه‪ ،‬من قبل‪:‬‬        ‫إبداعية جديدة‪ ،‬تشكلت في بوثقة البحث الجماعي‬
‫«الرواية الجديدة» أو «الرواية الحداثية» أو «الكتابة‬  ‫عن هوية عربية وعن أنماط أدبية جديدة‪ ،‬قادرة أن‬
                                                     ‫تستوعب مستجدات المرحلة وتعكس مطامح ورؤى‬
                                     ‫الجديدة»‪.‬‬         ‫الزمن الجديد»(‪ .)7‬أما عن روادها فهم (يقصد هنا‬
  ‫ومهما يكن فإن ما يمكن الخلوص إليه من خلال‬
                                                          ‫رواد الحساسية التقليدية) «كوكبة من الكتاب‬
     ‫الرؤيتين م ًعا‪ ،‬الرؤية الإبداعية لإدوار الخراط‬      ‫الرواد والمخضرمين الذين شهدوا مولد الرواية‬
 ‫والرؤية النقدية لعبد المالك أشهبون أن الحساسية‬      ‫العربية ورصدوا بواكر الضوء من فجرها‪ :‬جرجي‬
 ‫حساسيتين‪ ،‬حساسية تقليدية وحساسية جديدة‪،‬‬
                                                          ‫زيدان‪ ،‬أحمد المويلحي‪ ،‬حسين هيكل‪ ،)8(»..‬أما‬
   ‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬هناك حساسية‬             ‫الحساسية الجديدة فهي تلك التجارب الروائية التي‬
   ‫إبداعية وحساسية نقدية‪ ،‬فإذا كانت الحساسية‬
                                                        ‫جددت في الرواية العربية والتي جاءت بعد جيل‬
     ‫الجديدة في الرواية العربية كما بلورتها موجة‬      ‫التأسيس‪ ،‬أما تياراتها فقد ميز الناقد بين أكثر من‬
‫الأجيال الجديدة من الروائيين بعد جيل التأسيس‪،‬‬        ‫خمسة أنواع؛ وهي تيار التشيء أو التغريب‪ ،‬التيار‬
 ‫وكشفها الاجتهاد النقدي العربي المعاصر‪ ،‬خاصة‬         ‫الداخلي‪ ،‬تيار استحياء التراث العربي‪ ،‬تيار الواقعية‬

  ‫اجتهاد الناقد عبد المالك أشهبون من خلال كتابه‬                                            ‫السحرية‪،‬‬
                                                                                        ‫تيار الواقعية‬

                                                                                           ‫الجديدة‪..‬‬
                                                                                        ‫وغيرهما من‬

                                                                                            ‫التيارات‪.‬‬
                                                                                          ‫ولفهم هذا‬
                                                                                          ‫المصطلح‪/‬‬

                                                                                             ‫المفهوم‬
                                                                                         ‫(الحساسية‬

                                                                                            ‫الجديدة)‬
                                                                                            ‫لا بد من‬
                                                                                      ‫مقارنته بضده‬
   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51