Page 44 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 44
العـدد 34 42
أكتوبر ٢٠٢1
وشاملة ،فهي متوازنة؛ لأنها تناولت جميع الجديدة ممثلة في روايات إدوار الخراط (صاحب
الجوانب الفنية للعنوان ،دون أن يطغى جانب صور الأغلفة هو الفنان التشكيلي المعروف عدلي
على الآخر ،وهي دقيقة؛ فلم ألمس فيها اضطرا ًبا
في المصطلحات ،كما هو الحال في بقية الدراسات رزق الله) .فكل غلاف روائي يعبر عن نفسه،
النقدية الأخرى»( .)4تكشف لنا شهادة الناقد عماد عبر استعمال شفرة محددة ،تنتمي لثقافة بصرية
خالد عبد النبي عن مدى رصانة التجربة النقدية
لعبد المالك أشهبون ،وهي بمثابة دعوة صريحة معطاة سل ًفا (على شكل حساسيات فنية) ،تأخذ
لها موق ًعا مه ًّما على مفترق الطريق بين اللساني
لمتابعة باقي المؤلفات والدراسات لناقدنا.
لقد قارب الناقد عبد المالك أشهبون -في مسيرته والأيقوني»(.)2
النقدية الطويلة -متنًا روائيًّا عربيًّا مختل ًفا ومتنو ًعا يتبين لنا من خلال هذا الاعتراف أن المشروع
النقدي لعبد المالك أشهبون مشروع متطور َصا َح َب
لمجموعة من الروائيين العرب على طول الرقعة الرواية العربية منذ النشأة إلى الارتقاء ،وقد اهتم
الجغرافية العربية ،وعلى طول مسيرة الرواية بكل المداميك التي ينهض عليها الفن الروائي الذي
العربية أمثال نجيب محفوظ ،حنا مينه ،عبد الكريم يفرض نفسه فر ًضا أمام باقي أنواع الأجناس
غلاب ،محمد شكري ،جمال الغيطاني ،يوسف
القعيد ،صنع الله إبراهيم ،والكثير الكثير من السردية وغير السردية ويحتويها.
الأسماء الروائية ..غير أن اسم الناقد والقاص قد لا يتفق «قارئ ما» مع هذا الاعتراف النقدي
والروائي المصري إدوار الخراط هو الاسم الأكثر لصاحبه حول تجربته النقدية ،لكنه يتفق مع نقاد
حضو ًرا في كتابات عبد المالك أشهبون النقدية آخرين حول جديتها وراهنيتها ،ذلك أن تجربته
بعد نجيب محفوظ ،إذ انفتح أشهبون على رواياته قد لاقت استحسا ًنا من طرف الروائيين والقراء
منذ أن كان طالبًا متخص ًصا في النقد الروائي، والباحثين( )3والنقاد أنفسهم ،ومن بين الكم الكبير
وقد دخل معه في علاقة صداقة طيبة ،ومراسلات من الأسماء الكثيرة التي تناولت تجربته النقدية
نقدية عديدة حول الجديد الروائي والنقد العربي بالاحتفاء والدراسة والتحليل ،أقتصر على مقتطف
وأبرز القضايا التي تشغل بالهما م ًعا (آمل أن نقدي صغير للناقد الجزائري الدكتور الأكاديمي
يجمع الدكتور أشهبون هذه الرسائل ويطبعها في عماد خالد عبد النبي وهو واحد من أهم النقاد
كتاب) كل هذه المؤشرات وغيرها يمكن أن تكون الذين اشتغلوا على الحساسية العربية الجديدة في
خطا ًبا تمهيد ًّيا يساعد على فك ما استغلق من عوالم الرواية ونقدها ،وعلى العنوان الروائي على الأخص،
يقول عن كتاب الدكتور عبد المالك أشهبون« :ومن
الدراسات العربية ،التي أفردت العنوان الروائي
بالنقد والتحليل ،دراس ٌة للناقد عبد المالك أشهبون،
الموسومة
بـ»العنوان
في الرواية
العربية» وهي
تعد أكمل
تجربة نقدية
في الساحة
العربية ..فهذه
الدراسة تنطلق
من منهجية
نقدية متوزانة،
ودقيقة،