Page 47 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 47

‫‪45‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

     ‫الظليلة»‪ /‬الجوانب التي لم يتطرق إليها جيرار‬              ‫(قيد المناولة) حتى أصبحت مفهومة‪ ،‬دانية‬
 ‫جنييت كالاشتغال على صور ولوحات الأغلفة عند‬            ‫القطوف‪ ،‬مبسوطة المعنى‪ ،‬فإن الأحق بالنقد أو نقد‬

            ‫كل من نجيب محفوظ وإدوار الخراط‪.‬‬               ‫النقد أن يكشف عن هذه الحساسية الجديدة في‬
  ‫إن قراءة مجمل أعماله النقدية يتبين لنا أن كتابته‬            ‫النقد الروائي لدى ناقدنا‪ ،‬وكيف تمظهرت‪.‬‬
 ‫النقدية هي كتابة جانوسية في معظمها؛ (نسبة إلى‬
                                                       ‫‪ -4‬تمظهرات الحساسية الجديدة في‬
   ‫يانوس‪ ‬أو‪ ‬جانوس ‪ Ianus‬إله البوابات والمداخل‬          ‫النقد الروائي عند عبد المالك أشهبون‬
   ‫في‪ ‬الميثولوجيا الرومانية)‪ ،‬لكن لا ينبغي أن نفهم‬
                                                      ‫إن مظاهر هذه الحساسية الجديدة باعتبارها ضر ًبا‬
    ‫أن خطاب العتبات أو «النصوص المحاذية» عند‬                ‫جدي ًدا من النقد يقوم على تتبع الحس الجمالي‬
    ‫عبد المالك أشهبون هو خطاب ثانوي مهمش بل‬
‫مدخل أساسي لفهم الظاهرة الروائية في شموليتها‪،‬‬         ‫المضمر والهامشي واللامفكر فيه في الرواية العربية‬
     ‫وهذا يتفق مع الرؤية التنظيرية لإدوار الخراط‬      ‫وتشريحها وتفكيكها قصد استخراج المعنى الروائي‬
     ‫الذي يقول عنها في رسالة قد وجهها إلى الناقد‬
    ‫عبد المالك أشهبون‪« :‬أظن أن النصوص المحاذية‬                                      ‫اللامعلن عنه فيها‪.‬‬
    ‫للرواية عندي ‪-‬وهي قليلة على أي حال‪ -‬تعتب ُر‬          ‫ومن خلال استقرائنا للكتاب النقدي‪ ،‬تبين لنا أن‬
 ‫على الأقل في تقديري نصو ًصا أساسي ًة في الرواية‬         ‫هذه التمظهرات تتجلى في عدة مظان بلورناها في‬
     ‫وليست محاذية»(‪ ،)9‬إن ما يمكن الخلوص إليه‬
     ‫هو أن الحساسية كتابة برانية جانوسية لكنها‬                                         ‫المباحث التالية‪:‬‬
‫تضيء العتمات في آن واحد‪ ،‬ثم إن اشتغال الدكتور‬                ‫‪ -1‬الحساسية الجديدة والكتابة الجانوسية‪.‬‬
‫أشهبون بالعتبات الروائية وإشكاليتها الدلالية ليس‬           ‫‪ -2‬الحساسية الجديدة والاشتغال بالثنائيات‬
‫تهيبًا من المتون الروائية وأنساقها المعلنة والمضمرة‪،‬‬
                                                                                             ‫الضدية‪.‬‬
      ‫وإنما هو انتصار للاختيار الجمالي الجديد في‬               ‫‪ -3‬الحساسية الجديدة والرؤية المنهجية‪.‬‬
 ‫الرواية العربية‪ ،‬واستجابة صريحة لتطلعات نقدها‬            ‫‪ -4‬الحساسية الجديدة وشعرية النقد الروائي‪.‬‬
                                                              ‫‪ -5‬الحساسية الجديدة والخطاب الروائي‬
                                        ‫الجديد‪.‬‬
                                                                                           ‫والتشكيلي‪.‬‬
 ‫‪ )2 -4‬الحساسية الجديدة‬                                   ‫‪ -6‬الحساسية الجديدة والروائي والميتاروائي‪.‬‬
‫والاشتغال بالثنائية الضدية‪:‬‬
                                                                ‫‪ -7‬الحساسية الجديدة‪ ،‬حساسية الواقع‬
‫منذ كتابه الأول والناقد عبد المالك أشهبون شغوف‬                                     ‫وحساسية المتخيل‪:‬‬
‫بالاشتغال النقدي وفق الثنائية الضدية‪ ،‬عبر خطين‬
                                                           ‫‪ -8‬الحساسية الجديدة ونقد النقد‪ :‬من تحليل‬
 ‫متوازيين لظاهرتين معينتين في الخطاب الروائي‪،‬‬                ‫الخطاب الروائي إلى تفكيك الخطاب النقدي‪.‬‬
     ‫بد ًءا من تقسيم الكتاب فصلين‪ ،‬والفصلين إلى‬
                                                            ‫‪ )1 -4‬الحساسية الجديدة‬
 ‫مبحثين‪ ،‬وكل مبحث إلى محورين‪ ..‬عبر الاشتغال‬                   ‫والكتابة الجانوسية‪:‬‬
 ‫بالثنائية الضدية انطلا ًقا من العنوان ووصو ًل إلى‬
                                                        ‫من نافلة القول إن الاجتهاد النقدي لدى أشهبون‬
   ‫المتن‪ ،‬وهذا ما نجده في هذا الكتاب‪( :‬الحساسية‬         ‫يتموقع في صميم المعترك النقدي العربي الجديد‪،‬‬
 ‫التقليدية‪ /‬الحساسية الجديدة‪ ،‬العنوان في الثقافة‬        ‫وأنه اجترح مسالك وعرة‪ ،‬ضار ًبا بعرضة الحائط‬
‫العربية‪ /‬العنوان في الثقافة الغربية) أو (الروائي‪/‬‬        ‫نصيحة الناقد جيرار جينيت‪« :‬احذروا العتبات»‬
‫التشكيلي) و(الواقعي‪ /‬المتخيل) و(البداية‪ /‬النهاية)‬     ‫ودخل غمارها بعد أن عانت تهمي ًشا طوي ًل في نقدنا‬
  ‫و(الروائي‪ /‬الميتاروائي) و(الاستعراض الأفقي‪/‬‬
                                                          ‫العربي‪ ،‬لذا جاءت معظم كتبه في هذا الموضوع‬
    ‫الاستخلاص العمودي)‪ ..‬وغيرها من الثنائيات‬               ‫خطاب العتبات الروائية وكل ما يتعلق بها من‬
                                                          ‫الغلاف إلى الغلاف‪ ،‬مع اهتمامه ببعض «الزوايا‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52