Page 171 - merit 52
P. 171

‫‪169‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

                       ‫(‪)1‬‬     ‫المدن الصغيرة التي طمست‬             ‫مفهومة من خلال قوة‬
   ‫يشرع إبهامي في مغامرة‬      ‫بمرور الوقت‪ ،‬لم يتبق منها‪،‬‬        ‫خياله‪ .‬صوته مؤثر وحاد‬
                               ‫سوى أرملة محجبة‪ ،‬والآن‬        ‫ومنفصل بالتناوب‪ ،‬مأساوي‬
                    ‫عظيمة‪،‬‬     ‫هي أي ًضا تغادر مع سرها»‬         ‫للغاية‪ ،‬وساخر بلا رحمة‬
   ‫تقول له الأصابع محاولة‬                                     ‫«لقد كنا فقراء للغاية‪ ،‬وكان‬
 ‫الضغط عليه‪( :‬لا تذهب من‬                           ‫(‪.)19‬‬
                                ‫في القسمين الثاني والثالث‬        ‫عليَّ أن أح َّل محل ال ُّطعم‬
                   ‫فضلك)‬                                        ‫في مصيدة الفئران» (‪.)8‬‬
   ‫هنا تأتي سيارة ليموزين‬          ‫تفسح ذكريات سيميك‬           ‫«سقطت المدينة‪ ،‬وصلنا إلى‬
  ‫سوداء‪ ،‬وسيدة محجبة في‬         ‫شبه الفانتازية عن سنوات‬          ‫نافذة منزل رسمه رجل‬
                               ‫طفولته عن علامة دالة أكثر‬         ‫مجنون‪ ،‬والشمس غاربة‬
              ‫المقعد الأسود‬   ‫هز ًل من السيريالية‪ ،‬تذكرنا‬     ‫على الآلات المهجورة التي لا‬
  ‫ولا أحد على عجلة القيادة‪.‬‬     ‫غالبًا بروح الدعابة العبثية‬   ‫جدوى منها» (‪« .)15‬بعض‬
  ‫وحين تتوقف تأخذ مق ًّصا‬       ‫لدى راسل إدسون‪ .‬تغطي‬
  ‫ذهبيًّا من محفظها‪ ،‬وتقص‬
                                  ‫القطع السردية القصيرة‬
                   ‫الإبهام‪.‬‬    ‫موضوعات عديدة‪ ،‬من الفن‬
    ‫نحن في طريقنا معها إلى‬     ‫إلى الفلسفة إلى السحرة إلى‬
                                ‫الدمى الصينية‪ ،‬ناهيك عن‬
                   ‫شيكاغو‬
    ‫لاستخدام الجذع الدامي‬        ‫ميل المؤلف إلى الإشارات‬
 ‫من إبهامي في طلاء شفاهها‬        ‫الحوارية مع الشخصيات‬

                    ‫(‪.)49‬‬          ‫التاريخية والأسطورية‬
                       ‫(‪)2‬‬        ‫الشهيرة من هيرمس إلى‬
                                   ‫المسيح‪ ،‬ومن فريديريك‬
    ‫كان الغموض الناجم عن‬      ‫نيتشه إلى سيجموند فرويد‪.‬‬
 ‫تزايد عدم اليقين بالأسلاف‬      ‫في معظم الحالات يت ُّم خلق‬
                                  ‫التأثير الهزلي من خلال‬
            ‫موضع ترحيب‪.‬‬           ‫تجاور الصور المتناقضة‬
‫(فن صنع الألهة) هو ما قاله‬       ‫والأفكار والسجلات التي‬
                              ‫تعمل باستمرار على اختصار‬
                   ‫الإعلان‬    ‫الأمر الظاهر لحقيقة السرد‪.‬‬
    ‫لقد حصلنا على دلاء من‬          ‫وغالبًا ما تكون كتابات‬
‫الطين أظهرت أطلس النجوم‬         ‫سيميك القصيرة ‪-‬كما هو‬
    ‫همس أحدهم (المينوتور‬       ‫الحال في العديد من قصائد‬
     ‫لا يح ُّب الصفير)‪ ،‬لذلك‬    ‫النثر السيريالية الجديدة‪-‬‬
   ‫استأنفنا عملنا في صمت‪.‬‬     ‫متوازنة بين خطاب مقتضب‬
‫دروس مسائية‪ ،‬السماء مثل‬
‫مرآة جمال ميِّت لاستخدامها‬          ‫ومحادثات من جانب‪،‬‬
                                 ‫وصور سريالية صارخة‬
                   ‫كنموذج‬       ‫متجذرة في تفاصيل محلية‬
 ‫بصاق حامل طاعون الكآبة‬       ‫دقيقة من جانب آخر‪ ،‬وفيما‬
                                 ‫يلي نموذجان على طريقته‬
       ‫لجعله يلتصق (‪.)57‬‬
   ‫بينما تندرج قصيدة النثر‬              ‫اللفظية والتخيلية‪:‬‬

     ‫الأولى بوضوح في نمط‬
 ‫الحكاية الإدسونية الخارقة‬
‫فإن المثال أو النموذج الثاني‬

     ‫هو الأكثر تمثي ًل لخبرة‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176