Page 144 - merit 53
P. 144
العـدد 53 142
مايو ٢٠٢3
حدث لأبي ياسين ثم لصديقه علي ،ثم لـ( َعم وليلي شمعة سهرانة لليلة حب
إبراهيم) ،وأخي ًرا في نهاية القصة لِـ(ياسين) نفسه، وأه ًل أه ًل ،أه ًل حلوة
شايلاها عيون بتحب
تقول« :فجأة حلق جس ُد عم إبراهيم بجوار أبي
وعلي ليفرد ذرا َع ْيه ِب َد ْو ِره هات ًفا بابتسامته المشرقة: -نلحظ أنه على غرارالغزل وألفاظه في مقدمات
القصائد ،تدعم الكاتبة ذلك برصف تلك الألفاظ
ياسين ..تعال /الأذرع الست تنادي ،فأسرع ُت الغزلية مستعينة بها في بناء مقدمتها الواصفة،
متله ًفا ..وأنا أبتسم /.ياسين ..إلى أين تذهب يا جنبًا إلى جنب ،مع اللغة الشعرية المتكئة على المجاز،
مجنون؟! انتظر يا بنى ..لا تدخل تلك الدائرة/ في جم ٍل كثيف ٍة قصيرة موحية( :الشارع يسكنه
الصم ُت -الصم ُت َضي ٌف ثقيل) ،ثم الألفاظ الغزلية
انتظررررر ..ياسييين). الموحية ،مثل( :العيون المرتقبة -الأفواه المتدلية
-كذا في قصة (الحديقة) ..التي تنتهي نهاية
تراجيدية تدل على انتهاء المرح والسعادة عقب شب ًقا -الصو ُت الآسرُ -غ ْنج أنثوي.)..
انتهاء مرحلة الطفولة واللهو والبراءة؛ حيث -كذا سارت الكاتبة مورفولوجيًّا ،في التداعي
استحالت الحديقة الجميلة ،التي كانت بطلة الجاذب للقارئ؛ كيما تصف المرأة وص ًفا حسيًّا،
القصة وصديقتها تسرقان منها الزهور والورود
في براءة ،غير عابئ َت ْين بالأشواك التي ُت ِسيل من وكأننا نسير في أبيات غزلية متلاحقة ،حتى
يصطدم القارئ بحبكة القصة بعد ذلك ،حين تدرك
جميع تلك العيون الشبقة ما أصاب تلك المرأة من
حال وعوز وفقر ،فتهجرها عيون الرجال حينئ ٍذ
لحظة إدراك واقع الأمر ،تقول الكاتبة سمية عبد
المنعم« :الجس ُد َبض ممشوق تبدو معظم تفاصيله
في سفور غير معتاد ،ذاك الجيب الذي يأبى مغادرة
الجزء العلوي من َف ِخ َذ ْي ِن بيضا َو ْين ممتلئ َت ْين،
يأسره اللهو على حافة ملتوية مشدودة الجلد،
تعلوه بلوزة قصيرة ،فقدت أكمامها عنوة ،فأعلنت
في غير خجل عن ذرا َع ْين مستدير َت ْين ،يغمرهما
نم ٌش ُم َحب ٌب ،ينح ِد ُر النم ُش با ِحثًا عن ضالة تتخفى
بين نه َد ْين َش ِهي ْين ،تنطلق قم ُتهما في شمو ٍخ وغرو ٍر
ُم ْس َت َحق».
راب ًعا :سميائية الاختتام
لا تقل عتبة الخاتمة عن سائر العتبات ،بل ربما
تميزت بكونها بؤ ًرا تتشكل فيها خلاصات الأحداث،
كما أنها تقوم بدور الإفصاح والكشف عن كثير
من دلالات النص وخصائصه .وقد جاءت خواتيم
المجموعة القصصية (سرير فارغ) متنوعة حسب
أحداث النص ..فقد اخ ُتتِ َمت قصة (المحجر) بخاتمة
مأساوية متآلفة مع أحداثها الآسية؛ فإن القصة
تتحدث عن عمال المحجر وما يقاسونه من عمل
شاق ثم تكون نهايتهم تحت أنقاض الجبل ،مثلما