Page 20 - merit 53
P. 20

‫تطمح الترجمة إلى الخروج من‬

‫الانطباعية لتصبح هد ًفا لنظام علمي‬

‫إجرائي يخضع لضوابط تحكمه بعي ًدا‬

                                                      ‫عن العشوائية‪ ،‬حيث تحاول إدخال‬

                                                      ‫مختلف الدراسات والعلوم في سياق‬

‫لغوي صارم يتكيف مع تطور الترجمة‬

                                                      ‫باعتبارها حقًل للأنشطة المهنية‬

                                                      ‫والمؤسسية المتزايدة‪ ،‬التي تهدف‬

                                                      ‫إلى تكثيف العلاقات الدولية‪ ،‬لهذا‬

                                                      ‫ظهرت نظريات الترجمة‪ ،‬تشدد على‬

‫أهمية التكافؤ الوظيفي بين اللغة بقراط‬

   ‫الألسنيات‪ ،‬اللغويات‪ ..‬وغيرها ومن‬                              ‫المصدر واللغة الهدف‪.‬‬
                         ‫المسميات‪.‬‬
                                                           ‫واضعو المصطلح في الوطن العربي مع اختلاف‬
  ‫ورغم أن مصطلحي اللسانيات وعلم‬                            ‫ثقافاتهم ومرجعياتهم‪ ،‬فأصبح كل واحد يبتدع‬
      ‫اللغة تص َّدرا الدراسات اللسانية‬                 ‫لنفسه مصطل ًحا خا ًّصا يمنحه الوصاية على القراء‪،‬‬
                                                       ‫ويرى من واجب الآخرين اتباعه والسير على خطاه‪،‬‬
    ‫في المشرق والمغرب‪ ،‬فإن بعض الدارسين يجادل‬             ‫وكل من يعارضه فهو يمشي في الطريق الخطأ‪.‬‬
      ‫في صحة استعمالهما ويفضل عليهما مصطلح‬              ‫وفي ظل هذا التصور نشأت أزمة المصطلح الواحد‬
                                                      ‫في الاستعمال الأدبي والنقدي‪ ،‬حيث يستعمل الكتَّاب‬
 ‫«الألسنية»‪ ،‬وهكذا كاد الاختلاف حول هذا العلم أن‬         ‫والنقاد مصطل ًحا ذا مفاهيم متعددة أو مفهو ًما ذا‬
 ‫يصرف الباحثين العرب عن مضمونه إلى الانشغال‬           ‫مصطلحات متعددة(‪ ،)25‬حيث نجد تفاو ًتا في الأعمال‬
                                                      ‫النقدية نتيجة سوء فهم النقاد للمصطلحات وطريقة‬
                                      ‫بشكله(‪.)27‬‬      ‫استعمالها‪ ،‬خصو ًصا إذا تعلق الأمر بمصطلحات لها‬
       ‫أما مصطلح الانزياح فليس بأحسن حال من‬           ‫علاقة بمناهج وتيارات فكرية ومذاهب أدبية وطرائق‬
     ‫مصطلح اللسانيات‪ ،‬فقد انتقل هذا المصطلح إلى‬        ‫معتمدة في تحليل النصوص(‪ ،)26‬ويظهر ذلك بشكل‬
‫العربية وهوم َح َّم ٌل باضطراب في أصله التداولي‪ ،‬وقد‬    ‫واضح في حقل النقد الأدبي‪ ،‬فمصطل ح �‪Linguis‬‬
 ‫أورد الباحث اللساني التونسي عبد السلام المسدي‬         ‫‪ tique‬على سبيل المثال‪ ،‬يشوبه الاضطراب ويعرف‬
‫مجموعة من المقابلات له في العربية‪ ،‬وذلك على النحو‬         ‫نو ًعا من الاختلاف والأخذ والرد بين المترجمين‬
                                                          ‫واللسانيين على الخصوص‪ ،‬حيث نجد مجموعة‬
                                          ‫التالي‪:‬‬      ‫من المقابلات التي لم ُيستقر على واحدة منها بشكل‬
        ‫الانزياح ‪ l’écart‬لفاليري‪ ،‬التجاوز ‪L’abus‬‬        ‫حاسم‪ ،‬من قبيل مصطلحات «علم اللغة‪ ،‬فقه اللغة‪،‬‬
        ‫لفاليري‪ ،‬الانحراف ‪ La déviation‬لسبيزر‪،‬‬        ‫اللسانيات‪ ،‬علم اللسان‪ ،‬الألسنية‪ ،‬اللسنية‪ ،‬اللسنيات‪،‬‬
‫الاستدلال ‪ La distoration‬لويليك ووارين‪ ،‬الإطاحة‬
     ‫‪ la subversion‬لباتيار‪ ،‬المخالفة ‪L’Infraction‬‬
    ‫لتيري‪ ،‬الشناعة ‪ Le scandale‬لبارث‪ ،‬الانتهاك‬
   ‫‪ Le viol‬لكوهن‪ ،‬خرق السنن ‪La violation des‬‬
     ‫‪ normes‬لتودوروف‪ ،‬اللحن ‪L’incorrecteur‬‬
 ‫لتودروف‪ ،‬العصيان ‪ La transgression‬لأراجون‪،‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25