Page 202 - merit 53
P. 202
العـدد 53 200
مايو ٢٠٢3 ملاعب كرة القدم
فضاء لإنتاج
للفن والأدب؟ أكرر :لماذا لا المداخل التي يمكن أن تسهم الاستجابات أصبحت
تكون كرة القدم موضو ًعا في قراءة هذا الخطاب قراءة
البليغة؛ إذ يعبر
للفن والأدب؟»(.)2 علمية وأكاديمية ،تؤ ِّدي الجمهور عن
إن إلحاح الشاعر على حيازة إلى الكشف عن خصائص
هذه التعبيرات ،والمرجعيات أفكاره ومشاعره
الفن والأدب موضو َع كرة وقضاياه
القدم ،ناب ٌع مما تخلقه المؤسسة لإنتاجها .وإذا
كانت كرة القدم ،اللعبة بالأصوات والتيفوهات
من أجواء التوتر والترقب الشعبية الأكثر انتشا ًرا في والأغاني والأناشيد ..ولا
والانتظار والقلق ..فهذه العالم اليوم ،فإنها ما فتئت
المشاعر ،مجتمعة ومتناقضة، تشد إليها الباحثين من شك في أن دراسة هذه
لا يستطيع أن يعبر عنها مجالات مختلفة ،ولا يتوقف الظواهر البلاغية الجديدة،
إلا الشاعر ،ملك الصور، الأمر عند هذا الح ِّد؛ بل إن
عد ًدا من المبدعين في مجال تفرض على الأكاديميين
إبراهيم العدراوي الرواية والشعر ،انخرط في في مجال البلاغة وتحليل
عوالمها ،واستثمر ما تخلقه الخطاب البحث في القوة
(المغرب)()1 من أثر نفسي واجتماعي التأثيرية ،والأبعاد الجمالية
في أعماله الإبداعية .وهذا ما لهذه التعبيرات الخطابية،
دفع الشاعر الكبير محمود التي لا تتوقف عند حدود
درويش إلى التساؤل« :لماذا
لا تكون كرة القدم موضو ًعا مكان الفرجة المباشر،
بل تسير بها الألسن في
حرب التأويـــــــــــ الشوارع ،وتلقى إقبا ًل
كبي ًرا في مواقع التواصل
عماد عبد اللطيف جورج لاكوف الاجتماعي؛ حيث تحقق
انتشا ًرا واس ًعاُ ،ينافس في
عدد مشاهداته أشهر نجوم
الغناء.
ومن الدراسات البلاغية
المهمة في مجال التأسيس
لدراسة خطاب جمهور كرة
القدم؛ بوصفه خطا ًبا مؤث ًرا،
نجد المقال المطول للدكتور
عماد عبد اللطيف «بلاغة
جمهور كرة القدم ،تأسيس
نظري ومثال تطبيقي»،
المنشور في مجلة العمدة في
اللسانيات وتحليل الخطاب،
جامعة محمد بوضياف،
العدد السادس ،يناير .2019
وقد وقف فيه الباحث ،في
القسم النظري ،على أهم