Page 207 - merit 53
P. 207
205 الملف الثقـافي
مصطفى حجازي هيجل يسم التظاهرة العالمية في
قطر ،هو تنظيمها في سياق
مختلفة» .ألا يكفي هذان ينفلت من هذه الاستقطابات
الخطابان ليهزما كوابيس الحادة ،ويتخلص من ما بعد كورونا؛ إذ إن
الأحقاد ،ويفسحا المجال الجماهير عادت من جديد إلى
للحلم الإنساني الجميل، ربقة الكراهية والاحتقار
فتوحد الكرة العالم ،بعدما والإقصاء؟ وبالمقابل ،هل الاحتفال والتقارب ،بعدما
فرقته الصراعات حدو ًدا يستطيع هذا الجمهور أن جربت مشاهدة التظاهرات
وكيانات وأقطا ًبا؟ يؤسس لخطاب كوني، الرياضية والفنية ..في
يحمل جمهور كل فريق يعكس القيمة الإنسانية العالم الافتراضي ،وعن
ثقافته وقيمه ،وتتقابل للرياضة؛ بوصفها تعبي ًرا بعد .ولعل المناسبة فرصة
هذه القيم والثقافات في عن قواعد منافسة ،تحول، لإعادة اكتشاف حرارة
الملاعب ،والمحافل المرتبطة معادلات الحرب القاسية، اللقاء ،والتمتع بقيم الاجتماع
بها ،لتكشف عن التشابه إلى أهداف وتعادلات وهزائم الإنساني الذي اختبرته
والاختلاف ،ويظل الهاجس كورونا اختبا ًرا قاسيًا .وإذا
الأكبر ،هو التأسيس لجمهور ورغبة وشغف؟ كانت تجربة الحجر الصحي
بلاغي ،يحول المدرجات لنتخيل معلم الخطابة الكبير قد جعلت الإنسان يواجه
إلى لوحة ،تعكس التنوع حدود وجوده القصوى ،فإن
الإنساني ،والاختلاف، جورجياس ،يقدم لاعبي سياقات أخرى تحكم خطاب
والتعدد ،والانتصار لقيم منتخبات العالم ،ويخاطب الجمهور ،وهي سياقات
الإنسان ،كيفما كان لون هذا الجماهير« :هؤلاء رجال.. مألوفة ومتكررة ،يستجد
الإنسان أو دينه أو عرقه أو جديرون بإعجاب الجميع.».. فيها حضور السياسي
ولنتخيل شاع ًرا ،يعيد تعريف والإيديولوجي في الخطاب
جنسه أو لغته. اللعبة ،لهذا الجمهور الكوني: الرياضي؛ إذ يخوض منتخب
«إنها إعادة تركيب العالم على الولايات المتحدة الأمريكية
أسس مختلفة ،وعلى جدارة مباراة ضد المنتخب الإيراني
في المجموعة نفسها ،وهذه
المرة في بلد ،توصف سياسته
بالديبلوماسية الناعمة،
في الوقت ذاته ،تعيش
المنطقة على إيقاعات صراع
بين السلطات السياسية
للبلدين ،وتخيم الحرب
الروسية الأوكرانية بنتائجها
وتداعياتها على العالم ،الذي
يجتمع على كأسُ ،يفترض
أن تجمع بين «الأصدقاء/
الأنداد».
كيف يمكن لجمهور كرة
القدم ،بأهوائه وانتماءاته
المتنوعة ،أن ينتج خطا ًبا،