Page 210 - merit 53
P. 210

‫العـدد ‪53‬‬                                       ‫‪208‬‬

                                                               ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

   ‫بريطانية‪ ،‬كالت الاتهامات‬          ‫مما يسلم به‬               ‫إن‬
   ‫جزا ًفا‪ ،‬وشهرت السخرية‬        ‫العقلاء أن وقوع‬
                                                                   ‫السجال الخطابي وتعرية التناقضات الأوروبية‪:‬‬
       ‫القولية والكاريكتيرية‬        ‫الاختلاف بين‬                         ‫قراءة حجاجية أولية لخطاب رئيس الفيفا‬
      ‫سلا ًحا غاش ًما‪ ،‬وتتبعه‬     ‫الشعوب والأمم أمر فطري‬                                      ‫جياني إنفانتينو‬
  ‫خطابات أخرى متهافتة لم‬         ‫مقدور؛ لاختلاف الانتماءات‬
  ‫تستطع مقارعة حججه‪ ،‬لا‬            ‫وتن ُّوع ال ُهويات وتعارض‬     ‫د‪.‬إبراهيم عبد التواب‬
 ‫سيما أن وقائع الاستضافة‬
                                    ‫المصالح‪ .‬وكثي ًرا ما يتبع‬
       ‫والتنظيم الاقتصادي‬            ‫هذا الاختلاف خصومة‬
   ‫والمجتمعي والأمني وكرم‬             ‫تتفاوت ِح َّدتها وتتنوع‬
‫الضيافة العربية جاءت فائقة‬          ‫أشكالها‪ ،‬ودائ ًما ما تنجلي‬
 ‫التوقعات متفوقة على كل ما‬           ‫غمائم الخصومة وتجلو‬
 ‫سبقها‪ .‬فأمام الواقع العملي‬          ‫لنا معادن أطرافها‪ ،‬فإذا‬
  ‫المحسوس تخرس الخطابة‬            ‫النبلاء القادرون على قبول‬
                                     ‫الآخر ح ًّقا على اختلافه‪،‬‬
    ‫الجوفاء‪ .‬استطاعت قطر‬         ‫وإذا المبطلون الذين يفترون‬
  ‫أن تقدم نسخة متميزة من‬        ‫الأكاذيب ويحوكون المغالطات‬
                                ‫لتحقيق مصالحهم وغاياتهم‪.‬‬
   ‫كأس العالم على المستوى‬           ‫يأتي هذا المقال في سياق‬
   ‫الرياضي والتنظيمي‪ ،‬كما‬           ‫ما تعرضت له دولة قطر‬
                                     ‫إثر ترشحها لاستضافة‬
     ‫استطاعت على المستوى‬             ‫كأس العالم من حملات‬
‫الثقافي والإنساني أن تصحح‬           ‫تشويه ممنهجة وخطاب‬
                                     ‫كراهية وعنصرية تجرد‬
  ‫كثي ًرا من المفاهيم المغلوطة‬    ‫من الصدق والمهنية وتعمد‬
‫عن العالم العربي والإسلامي‬        ‫التضليل‪ .‬ويركز المقال على‬
‫التي روجتها لعقود الترسانة‬       ‫خطاب رئيس الاتحاد الدولي‬
 ‫الإعلامية المعادية‪ .‬فأسهمت‬        ‫لكرة القدم «الفيفا» جياني‬
‫بذلك عمليًّا في تغيير الصورة‬     ‫إنفانتينو‪ ،‬في مؤتمر صحافي‬
‫الذهنية السلبية التي يلصقها‬         ‫عقده‪ ‬في المركز الإعلامي‬
                                ‫للبطولة في العاصمة القطرية‬
     ‫الغرب إلى صورة بديلة‬         ‫الدوحة ‪ 19‬نوفمبر ‪2022‬؛‬
‫متحضرة يصوغها التسامح‬                 ‫وهو محاجة جماهيرية‬
                                  ‫جمهورها العالم كله المتابع‬
    ‫والعمل الجماعي وقبول‬            ‫والمهتم بالشأن الرياضي‬
     ‫الآخر والاعتداد بالذات‪.‬‬    ‫والثقافي عامة؛ ويحتل موق ًعا‬
    ‫أُقدم في هذا المقال قراءة‬   ‫ممي ًزا ووس ًطا في سلسلة من‬
     ‫حجاجية لخطاب رئيس‬            ‫المساجلات الخطابية‪ ،‬حيث‬
   ‫الفيفا‪ ،‬أتوقف فيها محل ًل‬      ‫يأتي ر ًّدا وتفني ًدا لخطابات‬
    ‫عند تقنيات الحجاج التي‬          ‫إعلامية أوربية‪ ،‬وخاصة‬

       ‫استعان بها للرد على‬
   ‫الاتهامات الغربية‪ ،‬وأشير‬

       ‫أي ًضا إلى ردود بعض‬
     ‫الصحف البريطانية على‬
      ‫خطابه‪ ،‬وأناقش درجة‬
 ‫قوتها الإقناعية‪ .‬جاء خطاب‬
   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215