Page 212 - merit 53
P. 212

‫العـدد ‪53‬‬                              ‫‪210‬‬

                                ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬                        ‫إلى السب والشتم الصريح‪،‬‬
                                                                    ‫كاش ًفا عن إفلاسه وخلو‬
‫«إن أوضاع مئات الآلاف من‬        ‫الحجاجية للحضور الحسي‪،‬‬              ‫جعبته من الحجج‪ ،‬فقال‪:‬‬
   ‫العمال الوافدين من الدول‬       ‫هو المشهد الذي يمسك فيه‬           ‫«كان هذا صوت رجل لا‬
    ‫النامية في قطر وأجورهم‬
     ‫أفضل ‪ 10‬مرات عما في‬        ‫الكرة بيديه ويقول‪« :‬السلاح‬      ‫يبدو متعبًا وغاضبًا فحسب‪،‬‬
                                  ‫الوحيد الذي نملكه هو هذه‬          ‫بل مجو ًفا بشكل غريب‪،‬‬
‫بلادهم لكي يساعدوا أسرهم‬           ‫الكرة»‪ .‬وهذا كله له تأثير‬        ‫قضى وقتًا طوي ًل مقي ًما‬
                    ‫للبقاء»‪.‬‬    ‫حجاجي قوي ينبِّه الجماهير‬
                                   ‫إلى الاتهامات الغربية التي‬      ‫بالقرب من الموت والفساد‬
  ‫‪ -2‬نحن كنا سببًا أساسيًّا‬     ‫تتاجر بالقيم وتستغل الحدث‬         ‫لدرجة أنه بدأ في تعفنه من‬
   ‫في عرقلة نمو هذه البلدان‬       ‫الرياضي لتحقيق مكاسبها‬           ‫الداخل مثل سمكة ميتة»‪.‬‬
    ‫ومسئولون عما أصبحت‬
   ‫عليه‪« ،‬أنا أوروبي‪ ،‬وأقول‬                         ‫الذاتية‪.‬‬          ‫الاستمالة‬
  ‫إنه يتو َّجب على الأوروبيين‬        ‫الاستدلال واللغة‪ :‬على‬
   ‫الاعتذار من الشعوب على‬       ‫جانب الاستدلال والاستقراء‬        ‫إذا جئنا إلى جانب الاستمالة‬
  ‫ما قاموا به طوال عقود من‬       ‫والحجج المنطقية وما يضعه‬              ‫النفسية التي تخاطب‬
‫السنوات قبل إعطاء الدروس‬              ‫أرسطو تحت مصطلح‬                  ‫الوجدان والانفعالات‬
                                  ‫(‪ ،)logos‬نجد أن من أبرز‬
            ‫الأخلاقية لهم»‪.‬‬         ‫الحجج في خطاب رئيس‬             ‫والعواطف (وف ًقا لأرسطو‬
 ‫‪ -3‬أما الحجة الثالثة فتأتي‬         ‫الفيفا هي حجة التناقض‬               ‫‪ ،)pathos‬سنجد أن‬
‫في سياق التضليل الذي قامت‬             ‫الأخلاقي العملي‪ ،‬وهي‬
                                    ‫الحجة التي على أساسها‬          ‫إنفانتينو قد افتتح خطابه‬
   ‫به الجارديان حيث ذكرت‬              ‫وصف الغرب بالنفاق‪،‬‬              ‫مرك ًزا على هذا الجانب‬
 ‫وأشاعت العام الماضي أن ما‬         ‫فهم يستنكرون أشياء هم‬               ‫العاطفي باد ًئا بالفعل‬
‫لا يقل عن ‪ 6500‬عامل وافد‬              ‫واقعون فيها‪ ،‬وينادون‬
 ‫لقوا حتفهم في قطر منذ بدء‬        ‫بشعارات وقيم لا يلتزمون‬       ‫الكاشف عن التوجه والموقف‬
                                                                   ‫(‪ )modality‬المتعاطف مع‬
   ‫الاستعدادات لكأس العالم‬             ‫بها‪ .‬ومرجعيتهم التي‬        ‫كل من يعانون من التمييز‪،‬‬
‫من العمالة الأجنبية أثناء بناء‬    ‫يعتمدون عليها في كل ذلك‬         ‫فاستهل “‪Today, I have‬‬
                                 ‫ليست سوى مصالحهم‪ ،‬ولا‬
    ‫وتجهيز الملاعب والمرافق‬     ‫ينطلقون من منظومة أخلاقية‬       ‫‪ ”very strong feelings‬ثم‬
 ‫الرياضية استعدا ًدا للبطولة‪.‬‬      ‫متسقة‪ .‬فقدم حجة كبرى‬         ‫كرر عبارة «‪ »I feel‬لأنه يعلم‬
‫وهذا الرقم يعتمد على الأرقام‬    ‫دعمها بعدد من الحجج منها‪:‬‬
  ‫التي قدمتها سفارات الدول‬         ‫‪ -1‬نحن لا نفعل ما نطلب‬         ‫أن بعض الصحف الأوربية‬
  ‫التي ينتمي إليها العمال في‬                                      ‫قد طعنت في صدقه ونياته‪،‬‬
 ‫قطر‪ .‬والحقيقة أن هذا العدد‬          ‫من الآخرين أن يفعلوه‪،‬‬        ‫ووجهت له الاتهام الجاهز‬
                                  ‫«نحن في أوروبا ُنغلق كافة‬       ‫المعلب «لقد تقاضيت الأجر‬
     ‫هو إجمالي عدد الوفيات‬       ‫الحدود» في مقابل قطر التي‬         ‫لتقول هذا»‪ .‬وهناك الكثير‬
    ‫من العمالة الأجنبية عامة‬     ‫تستضيف مئات الآلاف من‬
     ‫وليس عدد من توفوا في‬        ‫العمال‪« ،‬قطر تؤ ِّمن لكل من‬        ‫من المشاهد التي تتعاون‬
    ‫حوادث العمل‪ .‬ولم يحتج‬                                           ‫فيها لغة جسده لصناعة‬
  ‫إنفانتينو بذلك بل اعتمد في‬        ‫يأتي إليها أم ًل في الحياة‬     ‫مشاهد الحضور الحسي‪،‬‬
  ‫تفنيد هذا على حجة مضادة‬            ‫بفرص عمل وما يكسبه‬
    ‫أقوى تستند إلى التناقض‬         ‫العمال فيها يساعدهم على‬             ‫منها قوله‪« :‬أنا فخور‬
  ‫و»حجاج السلطة» المعرفية‪،‬‬        ‫إعالة عائلاتهم في بلدانهم»‪.‬‬   ‫بوجود شارة الفيفا هذه على‬
   ‫فأهل الاختصاص الخبراء‬                                        ‫معطفي»‪ ،‬ولكن المشهد الأبرز‬
 ‫في هذا المجال ومنهم منظمة‬
                                                                   ‫الذي استعان فيها بالقوة‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217