Page 100 - merit 53
P. 100
العـدد 53 98
مايو ٢٠٢3
الدافئة؟
حتى وإن وصفته بابن الجيران فسيتساءلون عن
سبب بحثي عنه وأجد نفسي ُم ْح َر َج ٌة.
ما الحل إ ًذا؟
تطلعت إلى أوراق العمل المبعثرة .على إحداهن ُكتِ َب
بخط حاسوب:
“مشروع القسم :المراسلة مع المدارس»
جميل ج ًّدا سيكون مشروع تلاميذي مع مدرسة
قريتنا .هكذا يكون الهدف المعلن زيارة القرية
والغاية الخفية العثور على صاحب القبلة الدافئة.
ابتسمت .وجدت الحل ولم يبق سوى التنفيذ .دخلت
المطبخ لأعد قهوة.
لاحظت أمي علامات الرضا والهدوء على وجهي .لم
تتكلم .ربما ظنت أن الله هداني أخي ًرا وسأتزوج.
لم أعرف أن الله يهدينا لولوج السجن بكامل
إرادتنا ،يحجب عنا كل دفء يحيي القلوب.
أي إله تعبدينه يا أمي؟
ابتسمت لها .بادرتني بالحديث:
-لقد أوصيت جارتنا بتطريز فرش لجهازك
واشتريت كل ما يلزم العروس لليلة الزفاف.
سيكون سريرك رائ ًعا!
أنا أريد قبلة وأمي تريد لي سري ًرا وأولاد وزفا ًفا
وأشياء لا تشبهنا.
ولتذهب القبلة إلى الجحيم .ما الفائدة منها؟
من قال إن السرير أمتع من القبلة؟ لا أعرف.
إذا عرفت أمي ما يدور بخلدي ستزوجني بالقوة.
ضاعفت قيس عرض ابتسامتي فواصلت أشغالها
بقلب مطمئن.
عملت على ترتيب كل شيء مع مدير المدرسة ،زيارة
ميدانية لمدرسة القرية .التلاميذ سيتعرفون على
الأصدقاء ثم تظل صداقتهم متواصلة عبر المراسلة.
-جميل! تمش رائع!
هز المدير رأسه برضا مشوب بالفخر.
في اليوم الموعود صعد التلاميذ الحافلة منشرحين.
إنها رحلة .اختلط فيها الفرح بالغناء والتصفيق.
لم أشأ أن أنهرهم .تركتهم لعفويتهم واكتفيت
بالابتسام طوال الطريق المتشحة بالشوق والحنين
إلى نفسي.
بعد المسافات ينفيه الشوق ووحدة قيسه الحب.