Page 155 - المسرح الشعري
P. 155

‫فالشخصيات داخل مسرحية الأميرة تنتظر نوعين أحدهما قاهر والآخر‬
    ‫مقهور ومن هنا تتصارع الشخصيات فيما بينها وتتباين في الأفعال‬

  ‫والسلوكيات للتعبير عن الطغاة مثل السمندل والمقهورين المستسلمين‬
   ‫كالأميرة والوصيفات و القرندل ‪ ،‬فهذه الشخصيات تشبه إلي حد كبير‬

        ‫الشخصيات التي توجد في الحكايات الشعبية وألف ليلة وليلة ‪.‬‬
‫فهناك البطلة الأميرة التي تنتظر خمسة عشر عاماً عودة الرجل الذي‬

    ‫خانها وقتل أبيها وسلب ال ُملك لنفسه ‪ ،‬فالأميرة هنا داخل المسرحية‬
     ‫صورة المقهورة المغلوب علي أمرها وتمثل أيضاً الوطن المخدوع ‪.‬‬

   ‫فالأميرة تعيف في كوم منعزل مع وصيفاتها الثلاثة منذ أن فارقت‬
   ‫قصر الملك بعد مقتله علي يد السمندل بعد مساعدتها له بقتل الملك‬
‫وحصوله علي الحكم أملا في أن يجعلها أماً لطفل كل خريف ‪ ،‬فها هي‬
‫تندم أشد الندم كل ليلة علي ما فعلته بأبيها الملك ‪ ،‬فالأميرة تعتبر رم اًز‬

                                  ‫للوطن المقهور والمغلوب علي أمره‬
                  ‫الأميرة ‪ :‬أبدو مخطئة في أعينكن ‪ .‬لكن قد لوح لي‬
             ‫‪ :‬بالحب ‪ ،‬بل أقسم أن ينبت طفل في كل خريف‬

                                                    ‫‪138‬‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160