Page 54 - مهارات التحرير الاعلامي
P. 54

‫مهارات التحرير الإعلام‬

‫التي تتطلبها العملية الإدارية داخل المؤسسة‪ ،‬فمثلاً دور الم ارقبة في الخط الأول من العمل ربما يكون‬
‫دو اًر تحتل فيه مسؤولية كب رة في المستوى وكفاءة الإنتاج‪ ،‬وهذا ما يتطلب من القائد الإداري أن يعرف‬
‫كيف يفوض المسؤولية للآخرين في العمل‪ ،‬فبعض م ارقبي الخط الأول يعتمدون على سلطة الموقع‬
‫لتأم ن المطاوعة مع مقادير تمث لهم لهذه السلطة‪ ،‬ب نما يستخدم الآخرون وسائل أكثر مساهمة مثل‬

                               ‫صنع الق ارر بوصفه جزءاً من القيادة‪ -‬المدير وأتباعه – المساندين‪.‬‬
‫اذن جوهر الموضوع الإجابة عن تساؤل مفاده ما الذي يجعل القيادة مؤثرة؟ والجواب باختصار‬

                                              ‫هو محصلة تفاعل القوة والقائد والقبول من الأتباع‪.‬‬

‫وتؤثر سياسة المؤسسة الصحفية في أوجه النشاط الإعلامي كافة لا سيما ما يتعلق بجمع‬
‫الخبر‪ ،‬فالصحيفة التي تتبع أسلوب الإثارة في الإعلام والنشر تسعى إلى الحصول على الأنباء المث رة‬
‫للقارئ مثل الجنس والجريمة والص ارع على المال والنساء… الخ مع العمل على تحريرها بأسلوب مث ر‬
‫يحوي كث اًر من التهويل والمبالغة في إخ ارجها‪ ،‬في ح ن هناك صحف أخرى تتبع أسلوباً محافظاً في‬
‫جمع مادتها الصحفية فلا تنشر أو تذيع إلا ما يتفق مع سياستها الإعلامية في إشاعة القيم العامة‬

                                                         ‫والت ارث الثقافي والمثل العليا للجماه ر‪.‬‬

‫ومن هذا نصل إلى حقيقة أن سياسة الصحيفة لها تأث ر كب ر في اختيار المادة الصحفية‬
                                 ‫الم ارد نشرها وبما ينسجم مع سياستها والسياسة الإعلامية للدولة‪.‬‬

‫وتقع على عاتق رئيس التحرير أو المدير المسؤول لأي مؤسسة صحفية مهمة خلق التقال د‬
‫وسياقات العمل التي تعد معيا اًر لنجاح سياسته الموضوعة أو فشلها‪ ،‬لأنه يعد اللولب السياسي والثقافي‬
‫والحرفي للعملية الصحفية وهو الموجه والمنظم والمحيط بأبعاد الممارسة يومياً وبلا انقطاع‪ .‬أي أنه‬

                                                 ‫قائد جميع ميادين الحياة الصحفية في الجريدة‪.‬‬

‫وانطلاقاً مما تقدم فأن سياسة المؤسسة وتقال دها تعد أحد مصادر أخلاقيات المهنة‪ ،‬التي تنبع‬
‫من الصفات القيادية التي يحملها رئيس التحرير والق ار ارت المختلفة التي يتخذها وتأث ارتها في العامل ن‬

                                                      ‫فيما ب نهم وما ب ن أقسام الجريدة المختلفة‪.‬‬

                                                    ‫‪46‬‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59