Page 17 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 17
على هذا المدى المتسق والمتتابع تكونت حصيلة مادة هذا الكتاب الذي احسب أن
ما به من معلومات تتطلب الت ازيد والتنويع لأن التاريخ متسع للفكر كله .على قدر
ما يتحقق لأهل البحث تسجل الأحداث التي فيها ما تعيشها على قدر الزمن الذي
تعايشنا فيه معها ،وفيها ما يسرد لنا على قدر ما لدى الأف ارد من معايشة وتحقق
وموثوقية ،وفيها ما نطلع علية ثقافة وتعلماً على قدر ما يحتوي وعلى قدر ما
اتسع لنا من وقت وقدرة على هذا الاطلاع وما يحتوي من أفكار ومعلومات تتعدد
وتتنوع وقد تختلف وقد تتضاد ،لكن يبقى في النهاية زخر الميدان بما يحفل من
معرفة على الآخرين أن يطلعوا عليها.
وتاريخ التربية الفنية مجال يختلف عن تاريخ الفن ،حيث يجمع تاريخ الفن على
مر التاريخ بينما يجمع تاريخ التربية الفنية تاريخ استخدام الفن في التربية ،فالفن
وسيلة تحقيق غاية التربية في الإنسان ،وللإنسان ،من هذا المنطلق فإن تاريخ
التربية الفنية سيتكون من تاريخ تربوي وتاريخ فني يمتزجان ليكونا هذا الميدان
البيني المهم للإنسان الذي يساهم في التنشئة الاجتماعية.
ويتضمن هذا الكتاب فصولاً خمسة تسير في اتساق على طريق سياق الحديث
التتابعي لا عن طريق سياق الحديث القصصي الذي هو أحد مداخل د ارسة التاريخ
والذي لا يستحب سرد التاريخ به عند قصد إعداد مادة تعليمية تتضمن تسلسل
العناوين للفصل والتدرج ،من هنا اشتمل الفصل الأول نشأة تاريخ التربية الفنية،
وأهمية د ارسة تاريخ التربية الفنية ،والدور المجتمعي للتربية الفنية المعاصر.
أما الفصل الثاني فقد اشتمل على التطور التاريخي للتربية الفنية من العصر
البدائي مرو اًر بحضارة المصريين القدماء ،فالعصر الإسلامي ،وما تحقق في مرحلة
صياغة الرمز الذي استخدمه الأنسان ليكون وسيلة للاتصال والذي أطلق عليها
المؤلف مرحلة الترميز والتي هي مرحلة عقلية مفتوحة الزمان والمكان .كذلك
3