Page 22 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها

‫وحدات مفردة الرسم دون تحقيق لمفهوم التكوين‪ ،‬فلا يوجد رسم تريني أو عمل‬
‫فني متكامل بلغة الفن الحديث‪.‬‬

‫لقد كانت العلاقة بين الإنسان والحيوان علاقة حميمة دائمة ومن أجل ذلك ظهر‬
‫في رسوم الحيوانات خصائص تميز هذه المرحلة أهمها‪ ،‬أن الرسم للحيوان كان‬
‫دائماً خطياً وعمليات التجسيم تظهر عن طريق تدرج اللون الواحد‪ ،‬ومعظم الرسوم‬
‫تظهر الحيوان دائماً من الجانب حيث كتلة جسم الحيوان تظهر على حقيقتها مما‬
‫كان لهذا الرسم دورة في إظهار القانون الفني لرسم جنسي الحيوان الم ارد التعبير‬

‫عنه‪.‬‬

‫لقد كانت العلاقة بين الإنسان والحيوان أبدية وتحتوي تركيباً سحرياً يتم فيها‬
‫التصارع من أجل السيطرة‪ ،‬فباتت رسوم الحيوان تحمل أداء تصويرياً تمثيلياً‬
‫للتعبير عن الحقيقة بغرس السهام دائماً في جسد الحيوان‪ ،‬مع إضافة درجات من‬

‫اللون الواحد والذي كان يتكون من دهن الحيوان معجون بدمه أو ببعض‬
‫العصا ارت النباتية أو بالتوليف مع بعضها وهو ما أكسبها قدرة على مقاومة‬

‫العوامل الجغ ارفيا والتغي ارت البيئية والمناخية‪.‬‬

‫لما في عصر إنتاج الطعام أو عصر الز ارعة فتميز من ناحية التعامل الحياتي مع‬
‫البيئة والعوامل المناخية من تعاملاً تميز بالاستق ارر بعد الترحال‪ ،‬والتجمع الجماعي‬
‫والارتباط بالأرض‪ ،‬وظهور الوسائط الحياتية كالخط وما يحتويه من حظ عاثر وحظ‬

‫حسن‪ ،‬وبدأت المعتقدات في الظهور حيث الاعتقاد بوجود القوى الخفية العليا‬
‫المتحكمة في مقد ارت الإنسان‪.‬‬

‫لقد انقسم العالم بالنسبة لإنسان عصر الز ارعة إلى عالمية عالم الحقيقة أي‬
‫العالم الواقعي الذي يعيش في كنفه مع أسرته وعشيرته ومزروعاته وحيواناته‬
‫المستأنسة‪ ،‬وعالم اللاواقعي أو عالم الأرواح والأشباح أو العالم الغير مرئي‪ ،‬وهو‬

‫‪12‬‬