Page 27 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها

‫الكتابة والتي أهداها الشرق القديم على يد "الساميين" إلى العالم لتخرج منها‬
‫الكتابة اليونانية أو يطلق عليها "اللاتينية" وهي أم الكتابة في عالم الغرب الآن‪.‬‬

‫لقد قدم المصريون القدماء لعالم الكتابة الهيروغليفية أحد أهم وسائط حفظ هذه‬
‫الحضارة والتي قدمت للعالم بتميز من إنتاج رموزها حيث رشاقة الأشكال المصدر‬
‫وانسيابية خطوطها ووضوحها مما يدل على إبداعية غير مسبوقة في الممارسة‬

‫الفنية‪ ،‬حيث تجمع هذه الكتابة حوالي خمسمائة رمز مصور أسهر اليونانيين‬
‫فأسموها "بالهيروغليفية" أي الرسوم الكتابية المقدسة (‪.)١٩٧٩:٧‬‬

‫وتتشكل الكتابة المصرية القديمة من ثلاثة نماذج من العلامات‪ ،‬الكلمات المصورة‬
‫وهي التي تمثل الألفاظ المعبرة عن الأشياء الملموسة والتي تعبر عن معان مجردة‬

‫غير ملموسة كالأسماء والأفعال المعنوية‪ ،‬والرموز الصوتية والرموز الدالة أو‬
‫المفسرة‪ ،‬وقد ظهر هذا التشكل في الكتابة في مصر في صورة ثلاثة أنواع من‬

‫الكتابة الهيروغليفية‪ ،‬والهي ارطيقية‪ ،‬والديموطيقية‪.‬‬
‫وفي بلاد ما بين النهرين قدم أهل هذه الحضارة نموذج آخر للكتابة والذي سمى‬
‫بالكتابة المسمارية والتي كانت عبارة عن رموز تصويرية ترسم مقلم خاص على‬
‫مسطحات طينية وخرج منها الكتابة السومرية‪ ،‬والأكدية‪ ،‬والعيلامية‪ ،‬والحورية‪،‬‬

‫والأ اررثوية‪.‬‬

‫‪17‬‬