Page 26 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها

‫ومنذ الزمن الأول والإنسان يبحث في كيفية تسجيل ما يريد وما يصنع وكانت‬
‫الفكرة الأولى للكتابة مع الإنسان الأول الذي ظهرت على يديه الكتابات البدائية‬

‫(‪ ، )١٩٨٤:٦‬التي ظهرت في صورة علامات إشارية مثل إشا ارت المرور‬
‫والإشا ارت الدالة على الحرف والصناعات والمنتجات التي تستخدم عصرنا الحديث‬

‫‪ ،‬في أن كثير من هذه العلامات والإشا ارت التي صاحبت بنية الكتابات البدائية‬
‫والتي ما ازلت تستخدم حتى الآن لما لها من دائما ما يكون اللون الأبيض دال‬
‫على سلاح البحرية‪ ،‬والأخضر بدرجات يدل معنى دالي متصل في كل الأزمنة‪،‬‬
‫ومنها مثلا ألوان الملابس في السكرية على المشاة والبرية‪ ،‬والأزرق يدل على‬
‫السلاح الجوي‪ .‬وفي أعلام و اريات الدول تأتى الألوان بدلالاتها المعنوية فالأحمر‬
‫المرسوم يعني الحظر والأخضر يعني الأمان والسلام والأسود يعني الحزن كل ذلك‬
‫حققه الإنسان تلبية لحاجته إلى وسيلة مفهومة للتعبير من دون كلام عن أشياء‬
‫متعددة يريد لها الاستم ارر والبقاء‪ ،‬وهي الوظيفة التي من أجلها ابتكرت الكتابة‪.‬‬

‫لقد كانت الكتابة البدائية سرد قصص الرموز إشارية مرسومة تتم المخاطبة بها‬
‫عن طريق فهم المعنى‪ ،‬وعن "هيو" يقول "روى المؤرخ اليوناني "هيرودوت" أن‬

‫قبائل السكيت ‪ Skyth‬البدوية عندما غ ازهم الملك الفارس داريوس أرسلوا له‬
‫رسالة مكونة رسوم الطائر وفار وضفادع وخمسة سهام‪ ،‬وقد فسرت إن لم تنجوا‬
‫بأرواحكم كالطيور التي تطير في الجو‪ ،‬أو كالفئ ارن التي تختفي في الجحور‪ ،‬أو‬

‫كالضفادع التي تسبح في مياه البحي ارت الأسنة هاربة من وجــه الأعداء‪ ،‬فإنكم‬
‫مستلقون نهايتكم بهذه السهام) (‪.)١٩٨٤:٦‬‬

‫لقد تعددت أشكال الكتابة في العهود البدائية في أماكن متعددة تتميز بعـــدم‬
‫الاتصال مما عدد الأشكال اللغوية والكتابية التي تنوعت فظهر منها الكتابة‬
‫التصويرية‪ ،‬والكتابة المصورة‪ ،‬والكتابة المقطعية‪ ،‬ثم جاءت الألفبائية قمة بنائية‬

‫‪16‬‬