Page 31 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 31
العهود القديمة ،فلقد كانت البداية عند رب الأرباب الذي توجد نفسه الآلهة فى كل
إقليم ففى هليوبوليس مثلا كان هناك "اتوم" ،وفي ملف كار بتاح وفى الأشمونين
كان "التانون ،أما طبية فكان هناك "أمون" ،فقد تخيل المصريون الهتهم على
الصورة التي يعيشونها ،وكان الملك ظل الآلهة على الأرض لذا كان هو الوسيط
الأوحد بين عالم البشر وعالم الآلهة ،وتعنى كلم لملك القانون لما الكهنة منهم
خلفاء الملك على حكم الأرض.
لعل ما قال به "رع" إله الشمس من توجيه يدلل على الأهمية الكبيرة التي عاشها
الإنسان المصري القديم في ظل نهضة فنية حقيقية جعلت هذا النشاط الفني
الصورة المثلى لتمثيل حضارة المصريين ،فقد قال "رع"أنني خلفت به الرياح الأربع
لكي يستطيع كل إنسان أن يقتسمها في حياته مع أخيه ،إنني خلقت -المياه
العظيمة التي يفيد منها الفقير والغني سواء ،إنني جعلت كل إنسان مثل أخيه
وحرمت على بنى الإنسان فعل الشر ولكنها قلوبهم هي التي لم تفعل ما امرت به.
وكان الفن خير نموذج في كل مجالات استخدامه في العمارة كانت هذه الأه ارمات
خير دليل معماري ،والمعابد وعلى أرسها "هابو" والكرنك وأبو سمبل ،وما وجد في
مدن تلك العمارنة وأنظر وممفيس من آثار معمارية تل على عبقرية الإنشاء
الهندسي والرياضي ،أما التماثيل والمسلات سواء تماثيل الآلية أو الملوك أو
الكهنة والأف ارد وحتى جماهير الناس ،والتماثيل الأسطورية كأبي الهول ،وبناء
المقابر وزخرفتها ،بالإضافة إلى دخول الفن كل مناشط حياة الإنسان المصري
فظهرت منتجات الفن بالمجالات النحت والتصوير والفنون التطبيقية بمختلف
الخامات التي ظهرت فيها عبقرية الإبداع الفني المصري.
لقد ظهرت السمات الفنية للنحت المصري مرتبطة بالعقيدة المصرية حيث التشابه
المثلى بين التمثال وصاحبه في اتصاف الفن المصري بالواقعية ،وإنتاج التمثال
في المواجهة لاستقبال الروح ،فالملامح خالدة لأضحك ولأغضب فكلها انفعالات
20