Page 184 - تاريخ التربية الفنية ونظرياتها
P. 184

‫وارتباطها بقد ارت المتعلمين وم ارحل نموهم وإمكانية المتعلمين على تقبلها وتعلمها‬
‫وفهمها ومعايشة مكونها ‪ ،‬وطريقة التدريس الملاءمة لتوصيل مادة التعليم للتلميذ‬

         ‫‪ ،‬واستخدام وسائط التعليم وما تحتويه من خامات وأدوات ومعدات أجهزة‬
  ‫وتكنولوجيا التعليم ‪ ،‬كل هذه الأبعاد متفاعلة تساعد المتعلم على أن يكون ناتج‬

         ‫التعليم موجبا بالقدر الذي تفاعلت هذه الأبعاد مع إمكانيات المتعلم ذاته‪.‬‬

  ‫لقد كان تقييم ناتج التعلم الذي هو جزء من تقويم العملية التعليمية في المرحلة‬
   ‫الأولى من التعليم الحديث مرتبط بقدرة المتعلم على تنفيذ متطلبات المعلم الذي‬

     ‫يعطيه المادة التعليمية في صورة الامشق ونماذج وما عليه إلا تنفيذ الأسس‬
  ‫والقواعد بالقدر الذي تسمح له مها ارته لكي يحصل على درجة تتسق ومقدار ما‬
‫حصل من إمكانية تنفيذ سواء كان ذلك نقلاً عن الامشق أو نقلاً عن نماذج تحمل‬

    ‫فيه عملية النقل على قدر من آلية التنفيذ ‪ ،‬أو نقلاً عن الطبيعة نفسها والتي‬
     ‫ازدت فيه عمليات الإد ارك البصري وتعمقت الخبرة لتحقيق النقل المطلوب من‬
                                                   ‫الشكل الواقعي الذي أمامي‪.‬‬

    ‫لقد مرت عملية تقويم المتعلمين بمرحلتين أساسيتين الأولى عاشت روحاً من‬
      ‫الزمن مرتبطة بالمرحلتين الأولى والثانية من تاريخ التربية الفنية في العصر‬
  ‫الحديث ‪ ،‬فقد كان التوجيه فردياً بين المعلم والمتعلم فالمعلم يحمل العلم الأحمر‬
   ‫لتصحيح أخطاء نقل المتعلم وبالتالي فإن عملية التقويم والتقديم مرتبطة ارتباط‬
‫مباشر بقدرة المتعلم على حفظ المادة التعليمية عن طريق الأسس المحفوظة بنقل‬
  ‫الرسوم المطلوبة ‪ ،‬وعلى قدر ما يضاهي المتعلم المطلوب تكون الدرجة كمعيار‬

                                                                 ‫وحيد للتقويم‪.‬‬

  ‫إلا أنه مع تغير فلسفة التعليم وظهور النظريات التربوية التي جعلت للطفل دور‬
    ‫في عملية التعليم وتحول الاهتمام من المادة الد ارسية إلى الاهتمام بالمتعلم ‪،‬‬

  ‫وإعطاء الفرصة للمتعلمين لكي يحققوا لأنفسهم مارياً في ‪ ،‬ومع الأع ارف بفنون‬

                                                     ‫‪169‬‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189