Page 21 - ملف الإنجاز مقرر قراءات في التخصص_Neat.
P. 21
ويعد التعلم المنظم ذاتيًا أحد التطبيقات التربوية للنظرية المعرفية الاجتماعية والتي تؤكد على أن التعلم يكون
فعالاً عندما يتضمن ثلاث مكونات أساسية هي :الشخصية ،والسلوك ،والمؤثرات البيئة (عبدالعظيم،
2012م).
ويؤكد رشوان (2006م) على أن عمليات التعلم ذاتيًا والاهتمام بها يعود إلى أعمال باندورا ،Bandura
وآراء فيجوتسكي ،Vygotskiiوأراء المدرسة المعرفية الاجتماعية ،والنظرية البنائية ،إذ أكدت هذه
النظريات على بعض المبادئ والآراء الخاصة بالتعلم ،والتي يمكن اعتبارها بمثابة مفاهيم للتعلم ذاتيًا ،والتي
كان لها الأثر الكبير في تحديد مفهوم التعلم المنظم ذاتيًا.
وتشير آسيا العابس وكنزه مرغني (2015م ) إلى ظهور العديد من النظريات والبحوث في مجال التعلم
المنظم ذاتيًا في منتصف الثمانينيات مقدمة التغييرات والتطبيقات والنماذج للخروج بالطالب القادر على
مواجهة المشكلات لتبحث عن كيفية تحكم الطلاب على عمليات تعلمهم بطريقة ذاتية وبفاعلية ومن
هذه النظريات النظرية الإجرائية ،والنظرية الظاهرية ،والنظرية المعرفية الاجتماعية ونظرية الإرادة ،وفيما يلي
عرض مختصر لهذه النظرياتكما ذكرها رزق (2009م) :
-1النظرية الإجرائية :تؤكد هذه النظرية على مفهوم التعزيز الذات وقدرة المتعلم على التمييز بي المعززات
المؤقتة والدائمة .لذا تعتبر النظرية الإجرائية أن سلوكيات التنظيم الذات تكون محكومة بالبيئة مثل
معظم السلوكيات الأخرى ،لذا فأنها تشير إلى محاولة تقديم تفسير علمي للظواهر،كما أن التطبيق
المنظم للسلوك يغير الإستراتيجيات التي تؤدي إلى تعديلات مرغوبة في سلوك الفرد الذات ،ويظهر
أن الملامح الأساسية للتعلم المنظم ذاتيًا من المنظور الإجرائي تتضمن الاختيار من بي أفعال بديلة،
والتعزيز النسب لقيمة نتائج بدائل الاستجابة ،وموضع الضبط المؤقت للبدائل.
-2النظرية الظاهراتية :تركز على فهم إدراكات ،وافتراضات ،ومعتقدات وقيم الأفراد وانسجامهم بسبب
الإمكانيات اللانهائية للتأثر والتفاعل ،والتأكيد على أهمية إدراكات الذات بالنسبة ل للأداء
السيكولوجي للإنسان ،ويفترض في هذه الإدراكات أنها نظمت في هوية مميزة أو مفهوم الذات
والذي يؤثر فيكل مظاهر الأداء السلوكي بما فيه التعلم الأكاديمي والتحصيل ،ويفترض الظاهراتيون
24