Page 29 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 29

‫فقدكانوا جهلة حتى جاء علماء المسلمي وعلموهم‪ ،‬وتخلفكثير من المسلمي عن الركب‪ ،‬فسبقنا‬
               ‫الكفار إلى علوم من الدنيا وليس من علوم الآخرة‪ ،‬علوم من المادة وليس من الدين‪.‬‬

‫التخلف عند الغربيي والشرقيي في أمور الدين باقي إلى قيام الساعة‪ ،‬والتقدم في أمور الدنيا موجود‬
                                ‫عندهم اليوم أكثر منا‪،‬كماكان عندنا في السابق أكثر منهم‪.‬‬

‫فعندهم علوم واختراعات ليست معلومة عندنا من قبل‪ ،‬لهم فيها سبق‪ ،‬لكن المنهزمون منا الذين‬
‫درسوا عندهم أو أخذوا عنهم يصورون الأمر لناكأن هنالك فتوح جديدة وعلوم رهيبة ماكان عند علمائنا‬
‫منها نصيب مع أنها لو فكرت فيها لوجدت في التحليل والسبر والتقسيم والحفظ والقراءة السريعة‪ ،‬موجودة‪.‬‬
‫وأنهكان يُظن في السابق أن مهارات التفكير موهبة فقط‪ُ ،‬ث توصلوا إلى أنها ليست للأذكياء الموهوبي‬
‫فقط‪ ،‬وإنما هي أمور يمكن تعلمها والازدياد منها‪ ،‬تستعمل في حل المشكلات‪ ،‬في التحليل‪ ،‬في القدرة‬
‫على التقسيم‪ ،‬عمليات التفكير المنظمة‪ ،‬التفكير الإبداعي‪ ،‬وتدريب الأذهان على المهارات‪ ،‬والتمرين‪،‬‬

                                  ‫واكتسابها‪ ،‬والتطوير والتحسي المستمر في الأداء والممارسة‪.‬‬
              ‫وفيما يلي نذكر أدوار علماء المسلمين في تأصيل التفكير وتعلمه وتعليمه وتطبيقه‪:‬‬

                                     ‫‪ -‬مهارات المسلمين في تأسيس البحث العلمي‬
‫من المآثر العلمية للمسلمي تأسيس منهجية البحث العلمي التجريب؛ لأن الناس في السابق من اليونان‬

                      ‫والرومانكان عندهم خزعبلات‪ ،‬والميتافيزيقيا وعاَل ما وراء المادة‪ ،‬فرضيات‪.‬‬
‫جاء المسلمون فأصلوا لمنهج العلم والبحث التجريب القائم على الملاحظة والمشاهدة والتحليل واكتشاف‬
‫العلاقات‪ ،‬والتوصل للقواني التي تحكم المادة‪ ،‬وما جعل الله في هذه الطبيعة من السنن الكونية‬
‫أشياء موجودة في القرآن والسنة‪ ،‬وأشياء دعا القرآن والسنة للنظر فيها‪ ،‬ننظر في ملكوت السماوات‬
‫والأرض‪ ،‬وما خلق الله‪ ،‬ويستنبطون العلاقات الموجودة في هذا الكون‪ ،‬وفي هذه المخلوقات التي أوجدها‬

                                                                    ‫ربنا عز وجل‪.‬‬
‫ودعا ايضاً للقراءة باعتبارها سبيل إلى نقل المعلومات‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬اقَْرأْ بِا ْسِم َربِ َك اَلّ ِذي َخلَ َق * َخلَ َق‬

                                                     ‫اْلِإنْ َسا َن ِم ْن عَلَق} (سورة العلق)‪.‬‬
‫وذكر القلم باعتبار الكتابة وسيلة لنقل المعلومات والتراث عبر الأجيال أيضاً‪ ،‬واللاحق يستفيد من‬
‫كتابة السابق‪ ،‬والسابق يدون للاحق‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ن َوالَْقلَِم َوَما يَ ْسطُُرون}(سورة القلم)‪.‬‬
‫ونجد أن القراءة والكتابة أمر ممدوح محمود‪ ،‬أمر النب ﷺ بعض أصحابه بكتابة الوحي‪ ،‬وتعليم بعض‬

‫‪9‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34