Page 32 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 32
كان للمسلمي سبق في تأصيل المنهج التجريب الاستقرائي الذي يُقصد به :منهج استخراج القاعدة العامة
من مفردات الوقائع استناداً إلى الملاحظة والتجربة.
-سرعة الفهم والإدراك عند علمائنا والنقد والتمحيص
قال الشيخ صالح تاج الدين" :حضر ُت مجلس شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سأله يهودي عن مسألة في
القدر نظمها شعراً في ثمانية أبيات ،فلما وقف عليها وقف لحظة يسيرة ،وأنشأ يكتب جوابها ،وجعل
يكتب ونحن ننظر ونظن أنه يكتب نثراً ،فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه فإذا هو نظم من بحر أبيات
السؤال وقافيتها ،تقرب من مائة وأربعة وثماني بيتاً ،لو شرحت نثراً لبلغت مجلدينكبيرين.
-التمييز بين الأشياء المختلفة والمتماثلة
وإذاكان من المهارات الفكرية التي تذكر اليوم في الجمع :التمييز بي الأشياء المختلفة والأشياء المتماثلة.
-مهارات المسلمين في الترتيب والتصنيف
بالنظر الى مهاراتهم في الترتيب والتصنيف التي تدل على الإبداع العقلي ،حيث قسم الفقهاء الفقه إلى
خمسة أقسام :1 ،العبادات :2 ،المعاملات :3،المناكحات :4 ،الجنايات :5 ،القضاء في الخصومات.
(المنجد1428 ،ه)
خصائص التفكير العلمي عند علماء العرب والمسلمين
.1الموضوعية
هي تحقيق نقدي واختبار عن طريق الملاحظة والتجربة ،بالإضافة إلى تجرد الباحث عن الأهواء والميول
والرغبات "النزاهة" ،ولا يجد الباحث في التراث العربي الإسلامي استخداماً لنفس هذا المصطلح -
الموضوعية -بالمعنى الذي نستخدمه في الوقت الحاضر ،فلا يوجد استخدام لهذا المصطلح في أبحاث
الرواد من العلماء والفلاسفة العرب والمسلمي ومصنفاتهم ورسائلهم.
وتوجد مصطلحات أخرى تصل إلى مرتبة المفاهيم والمقولات الواجبة مثل :الحق والعدل وطلب الحقيقة
واليقي والابتعاد عن الميول والأهواء ،وهذه المصطلحات وإن كانت دينية في الأصل وذات جذور
فقهية ،إلا أنها بفضل العلماء العرب والمسلمي اكتسبت صيغة علمية حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ
من الفكر العلمي العربي الإسلامي ،وتحمل مضامي "الموضوعية" إلى حدكبير.
فالأساس الفكري للطريقة العلمية عند علماء المسلمي مبني على مجموعة من الأصول التي تستمد
قوتها من العقيدة الإسلامية ،إذ فتح الإسلام أمام الباحث ُسبل الولوج في خفايا الطبيعة والنفس
الإنسانية ،وأزال من طريقهكل معوق في سبيل التقدم العلمي ،فكانت العقلانية في الفهم ،والحجة في
البرهان ،والعدل في الحكم ،والطلب المثابر لاستجلاء الحقيقة وإزالة الشكوك.
12