Page 33 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 33

‫‪ .2‬التنظيم والضبط‬

                                                                                    ‫أن للتنظيم مظهرين أساسيين‪:‬‬
                                                                                    ‫يتمثل في اتباع العاَِل لمنهج‬
‫الحسية‬  ‫األموُن اظلماسفتيق ارالئمليا)ح‪.‬ظة‬  ‫هذا المنهج‬  ‫(يتمثل‬  ‫منظم منذ بداية بحثه‬  ‫والتجريبية‪ -‬إجراء التجارب‬                     ‫‪-1‬‬
                                           ‫الاستنباطي‬  ‫العقلي‬  ‫العلمية‪ -‬والاستدلال‬

‫يتوصل إليها؛ فالعاَل لا يكتفي بحقائق‬       ‫ينتوسصقلمُحإلكيمهاوالمتعرااَِبلطم لنلقتجاضاربياه‪،‬اللتاي‬  ‫قيام العاَل بإيجاد‬  ‫يتمثل في‬  ‫‪-2‬‬
‫تعني أنه توصل إلى معرفة علمية ُمثمرة‬                                                                ‫فالمعلومات التي‬     ‫مفككة‪،‬‬

                                                       ‫ما َل يجد فيها نسقاً يقوده إلى وضع قانون أو نظرية‪.‬‬
‫وتظهر خاصية التنظيم كواحدة من خصائص التفكير العلمي أوضح ما تظهر عند علماء‬

‫العرب والمسلمي‪ ،‬في إرساء قواعد المنهج العلمي التجريب في الكيمياء‪ .‬فالعصور القديمة والوسيطة‬

‫كانت تتبع التفكير الاستنباطي الصرف‪ ،‬الذيكان قائماً على أسس يفرضها العقل لنفسه فرضا‪،‬‬
‫أو على قواعد يوحي بها إلى الفرد إيحاءً‪ ،‬وليس عليه في هذه وتلك إلا أن يستنبط النتائج من‬

                                                 ‫تلك الفروض المسلم بصدقها‪.‬‬

‫فقد اهتم جابر بن حيان بالتجربة‪ ،‬وكان يسميها "التدريب"‪ ،‬كما رفض أبو بكر الرازي السحر‬

‫والتنجيم‪ ،‬فخلص الكيمياء مما كان يحيط بها من غموض ورمزية‪ ،‬واتجه بها اتجاهاً علمياً تجريبياً‪،‬‬
                                 ‫مُجاهراً بأنه لا يسلِم إلا بما تثبته التجربة من حقائق‪.‬‬

                                                                                                                        ‫‪ .3‬الدقة‬

‫وقد كان من أبرز الخطوات التي أنجزها العلماء العرب في الدقة هي الانتقال من مجرد وصف‬

‫الظواهركيفياً إلى دقة التعبير في وصفهاكمياً‪ ،‬وقد أتاح لهم هذا الانتقال استخدام العلم الرياضي‬
‫من هندسة وحساب وجبر في التعبير عن حقائق العلم الطبيعي‪ ،‬وإدراك العلاقة الوثيقة بي العلم‬

‫الرياضي والعلم الطبيعي في التعامل مع الظواهر والحوادث والوقائع الطبيعية‪ .‬وتطلب الوصف‬

‫الكمي من العلماء العرب والمسلمي تثبيت وحدات قياسية مناسبة‪ ،‬اقتضتها أيضاً صناعة الأجهزة‬
             ‫المختبرية والآلات العلمية توخياً للدقة في العمل والحصول على نتيجة محسوبة‪.‬‬

                                                                                                    ‫‪ .4‬العلية أو السببية‬

‫فلكل ظاهرة علة توجب وقوعها‪ ،‬ويمهد فهم الظواهر لتفسيرها وتعليلها من ناحية‪ ،‬ومن ناحية‬

‫أخرى للتحكم بها والسيطرة عليها عندما يمكننا التنبؤ بها‪ .‬وأن "ما يجعلنا ندرك أن شيئاً ما سبب‬
‫لشيء آخر هو قدرة الذهن على الربط بينهما‪ ،‬وملاحظة أن الأول سبب أو مؤثر والثاني مسَبّب‬

                           ‫أو أثر‪ ،‬فاستخدام السببية في التفكير إذن هو عادة ذهنية‪".‬‬

‫ولقد فطن علماء عرب ومسلمون إلى هذا وأشار جابر بن حيان إلى ذلك في القرن الثامن‬

‫الميلادي‪ ،‬فيقول في كتاب "التصريف"‪" :‬إن هذا التعلق من الشاهد بالغائب (يقصد الاستدلال‬

                                           ‫الاستقرائي) على ثلاثة أوجه وهي المجانسة‪ ،‬ومجرى العادة‪ ،‬والآثار‪".‬‬

‫‪13‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38