Page 38 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 38
تنوع الإجراءات التطبيقية في القرآن التي تنمي التفكير وأهمها إثارة التساؤل والتدرج به من .4
المستويات الدنيا الى العليا وأسلوب القصة لما له من أثر في تهيئة التفكير المضطرب وتنميته، .5
والقراءة المستمرة المتفهمة تفيد التفكير نموا بحيث يتوفر الغذاء الرئيس له ،وأسلوب الرحلات
التي تثري التفكير فتعمل على توسيع قاعدته بتزويده من العلوم والثقافات المختلفة ،كما
تحدث الألفاظ والاعتبار بالسابقي ،وتثمر القدرة على حل المشكلات التي يكثر التعرض لها
أثناء الرحلات.
وضع أصول المبادئ المنهجية في البحث العلمي ،وذلك أن التفكير في الحقيقة هو القدرة
على جمع المعلومات وتمحيصها والقرآن قد اشتمل على أصول المناهج العلمية في البحث عن
الحقيقة ومن هذه المناهج :المنهج الاستدلالي والمنهج الاستطرادي والمنهج الاستقرائي.
توجد اتجاهات معادية للعلم في بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية ،هذه الاتجاهات" ترى في العلم
تكريسا وحشوا للأدمغة بمعلومات ،بقصد نيل الشهادات العلمية فقط!" أو تحارب التفكير العلمي،
إما بتكريس أنماط من التفكير الجاهل ،أو باتباع أنماط تفكير غير منطقية لا مكان فيها للاستنباط
والاستقراء والقياس ،فتقفز إلى الاستنتاجات دون مقدمات صادقة.....ما رأيك بهذه العبارة ؟
معيقات التفكير العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية
تعاني مجتمعاتنا العربية والإسلامية من تفشي مظاهر من التفكير هي أبعد ما تكون عن التفكير
العلمي ،بل وتكرس نوعاً من الإعاقة للتفكير العلمي ،وتقف حائلاً دونه ،من أهمها :الأسطورة والخرافة،
والخضوع للسلطة الفكرية والعلمية السائدة ،وإنكار قدرة العقل ،والتعصب ،والإعلام المضلل.
ويصبح الأمر أكثر خطورة مع التق ُّدم العلمي والتكنولوجي ،والتسارع الهائل في تكنولوجيا الاتصالات
والمعلومات ،وما جاءت به من وسائط رقمية تتيح التواصل بي جماهير واسعة من مختلف بقاع العاَل خلال
لحظات .وهذا الأمر ،مع ما يحمله من جوانب إيجابية إلا أن له جوانب سلبية في الوقت نفسه ،تتمثل في
إتاحة انتشار آراء خاطئة وغير منطقية بي جماهير واسعة من الناس" ،فالرأي يكتسب سلطة أكثر كما
ازداد عدد القائلي به ،بحيث يغدو من الصعب مقاومته".
ولولا وجود بعض العلماء المصلحي والمفكرين الذين اعترضوا على رأي شائع بي الناس ويقول به
ألوف مؤلفة منهم (الناس) ،لما تقدمت البشرية في مسيرتها ،ولما اهتدت إلى حقائق أصدق أو شرائع أفضل
أو قيم أسمى مماكان يسودها من قبل.
ناهيك عن تفشي نوع من التفكير في وقتنا الحاضر يرفع راية الدين ،لكنه في حقيقته أبعد ما يكون
عن الدين القويم ،فيسيء للدين وللإرث العلمي للحضارة الإسلامية ،ويكرس المظاهر السلبيةك "تقديس"
جميع الآراء التي تصدر عمن لهم سلطة فكرية أو علمية أو اجتماعية ،كما تنبذ القيم النابعة من جوهر
18