Page 36 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 36

‫قال تعالى‪َ{ :‬ولْتَْنظُْر نَْف ٌس َما قََّدَم ْت لِغَ ٍد} (سورة الحشر‪ .)18 ،‬يقول صاحب الظلال‪" :‬إنه‬
‫تعبير ذو ظلال وإيحاءات أوسع من ألفاظه‪ ،‬ويفتح أمامه صفحة ماذا قدم لغده في هذه الصفحة‪،‬‬
‫وهذا التأملكفيل بأن يوقظه إلى مواضع ضعف‪ ،‬ومواضع نقص‪ ،‬ومواضع تقصير‪ ،‬مهما يكن قد‬
‫أسلف من خير وبذل من جهد‪ ،‬فكيف إذاكان رصيده من الخير قليلا‪ ،‬ونصيبه من البر ضئيلا؟‬

                         ‫إنه لا ينام بعدها القلب أبدا‪ .‬ولا يكف عن النظر والتقليب "‬
‫إن الوقوف أمام هذه الآية متدبرا ليفتح للمسلم أفاقا من النظرة المستقبلية‪ ،‬والتفكير في المال‬
‫الذي سيصير إليه‪ ،‬وكيف أن هذا التفكير يجعل الإنسان يحسن التخطيط في حياته لتستقيم حياته‬
‫وآخرته‪ ،‬مستفيدا من وقته وطاقاته ومواهبه‪ ،‬مستغلا إياها في سبيل المهمة التي خلق من أجلها‪.‬‬
‫وترى الباحثتان أن الآية (ولتنظر نفس ما قدمت) هي دعوة للنظر العقلي "التفكير " في المستقبل‬

                             ‫القريب أم البعيد‪ ،‬وهذا يعني التخطيط ووضع الأهداف‪.‬‬

                                            ‫‪ -3‬أسس التفكير الاجتماعي‪:‬‬

‫لقدكان القرآن الكريم أولكتاب في تاريخ البشرية يشير إلى السنن الاجتماعية فذكرها نصا‬
‫اتفَلِْجيُمَدَكملِووثِذذذُبسِلَككنِّةررَيقههاااَو}لَّّلتهلِما(رتَرةتةسْبعأواِدميرلةخلًىراأض‪:‬اىل}ف(ةمقَ(عإْدمسلضاىراوفرَاةخةنللَل‪،‬إهغلْاتتى‪7‬فعرأا‪ِ3‬مق‪،‬لىو‪1‬ان)م‪5‬ف‪.‬قَي‪8‬فبْليِ‪4‬مثُك)مثْمللقُقسولنَوهلٌنهت تعفَاعِلاسيلي‪:‬ىرُ‪:‬وا{ِ{فإُِسيََّنلّاةَاْلأاََأََّّنلْرِلتَاأَِْلّتضِِتيَيُهفَاْقمَنْدظُُسَُرنَّوخاةُلَاَْكلْْيأتََّولَِِمفنَيَكأقاََْْبوَنلُيَۖأْتعَِيَاَوقلَُِهبَنُةمُ‬

                                            ‫الْعَ َذا ُب قُبُلًا} (سورة الكهف‪)55 ،‬‬
‫إن هذه السنن الربانية ليست عشوائية‪ ،‬وإنما هي قواني ثابتة‪ ،‬لا تخلف في الحالات الاعتيادية‪،‬‬
‫بل إن التأكيد على طابع الاطراد في السنة هو تأكيد على الطابع العلمي للقانون الاجتماعي‪،‬‬
‫لأن أهم ما يميز القانون العلمي عن بقية المعادلات والفروض هو الأطراد والتتابع وعدم التخلف‬
‫ومن هنا نفهم أن القرآن أكد على طابع الأطراد في السنن التاريخية والاجتماعية قال تعالى‪{ :‬ولن‬

                                      ‫تجد لسنة الله تبديلا} (سورة الأحزاب‪.)62،‬‬
‫يريد منا أن نتتبع أحداث التاريخ وحركة المجتمع بصورة واعية بعيدا عن العشوائية‪ ،‬لهذا ينبغي‬
‫معرفة السنن الإلهية‪ ،‬وتدبرها‪ ،‬والتفكير فيها‪ ،‬لتوظيفها لبناء المجتمع‪ ،‬وتربيته وتزكيته‪ ،‬فمن خلال‬

                             ‫السنن نعي عوامل البقاء التي تحفظ المجتمع من الانحلال‪.‬‬
‫وهذه السنن مرتبطة بالأمر والنهي‪ ،‬والطاعة والمعصية‪ ،‬والإيمان والكفر‪ ،‬فالإنسان إذا أت‬
‫الأمر‪ ،‬واجتنب النهي‪ ،‬ووقف عند حدود الله أصاب خير السنة الربانية‪ ،‬وإذا أهمل الأمر وارتكب‬

                                                     ‫النهي وقع في حدود الله‪.‬‬

‫‪16‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41