Page 37 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 37

‫والسنن الاجتماعية في القرآنكثيرة نعرض منها على سبيل المثال لا الحصر سنة التغيير‪ ،‬قال‬

‫الله تعالى‪{ :‬إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (سورة الرعد‪ ،)11 ،‬ففي هذه السنة‬

                                                                                       ‫عدة أمور ينبغي التنبه إليها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن السنة الموجودة في الآية الكريمة سنة عامة تنطبق على كل البشر بدليل كلمة قوم‬

                                                                                       ‫ومجيئها نكرة في الآية يدل على هذا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الآية الكريمة تبي أن هذه السنة الاجتماعية ليست فردية‪ ،‬إذ الحديث عن قوم مجتمع‬

‫له خصائصه‪ ،‬بما يشمل الرجال والنساء‪ ،‬والصغار والكبار‪ ،‬فمضمون الآية ليس محاسبة‬

                        ‫الأفراد‪ ،‬وإما محاسبة المجتمع‪ ،‬وتغيير ما بالمجتمع على أساس العمل الجماعي‪.‬‬

‫‪ -3‬أن الغاية المستفادة " هي غاية متسعة"‪ ،‬لأن المجتمعات اذا غيرت ما بأنفسها من هدى‪،‬‬

‫أمهلها سبحانه وتعالی زمنا ُث أرسل إليها الرسل‪ُ ،‬ث أمهلها مدة لتبليغ الدعوة إليها فإذا‬

‫أصرت على الكفر غير الله عز وجل نعمته عليها بإبدالها بالعذاب أو نقص في الأنفس‬

                        ‫ََلْ يَ ُك ُمغَِيرًا نِْع َمةً أَنْ َع َم َها َعلَ َٰى قَْوٍم‬  ‫و الأموال والثمرات‪.‬‬
‫يُغَِيرُوا‬              ‫الأنفال ‪ )53 ،‬من استبدالكلمة‬                                   ‫َمامابِأَنورُفدِسفِهيْم ۙسَووأَرةَّناالََّأّلنلَفاسَِملي‪ٌ:‬ع{َع ٰلَِذَيلٌِمَك}بِ(أََّنساَوَّّلرلةَ‬
‫سورة‬        ‫َح َتّ َٰى‬                                                                                                                                                                    ‫‪-4‬‬
            ‫ما في‬

‫الرعد‪ ،‬بكلمة نعمة دل على التعميم والتخصيص‪ ،‬الا انكلمة نعمة أخص منكلمة ما‬

‫لأنكلمة ما تشمل النعم والنقم‪ ،‬بينماكلمة نعمة خاصة بالنعمة‪ ،‬لكنها مع ذلك عامة‬

‫في جميع أنواع النعم‪ ،‬لا سيما وأنها جات نكرة‪ ،‬فكلمة نعمة تشمل‪ :‬الصحة والقوة‬

‫والغني ونجابة الأولاد ونظافة المساكن والتماسك الاجتماعي والمحبة والمودة والإخاء‬

                                                                                       ‫والتعاون‪.‬‬

‫‪ -5‬أن سلوك الإنسان وتصرفاته هي نتيجة لأفكاره وبتعبير أدق لما بنفسه‪ ،‬فإذا تغير ما‬

                        ‫بنفسه سواءكان بجده او بجد غيره‪ ،‬فإن سلوكه لا محالة يتغير‪.‬‬

                                                                                       ‫توجيهات لتنمية التفكير في القرآن الكريم والسنة‬

     ‫وترى الباحثتان اشتمال القرآن الكريم والسنة على توجيهات لتنمية التفكير تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬اتباع قواعد منهجية لتنمية التفكير منها إثارة الدافع للتفكير وتنمية القدرة على التخيل‬
                             ‫وتحسي البيئة المادية والنفسية للفرد بتوفير احتياجاته‪.‬‬

‫‪ .2‬اتباع أساليب متعددة لتفعيل التفكير مثل التحدي وأسلوب الحوار الذي يرسخ قواعد التفكير‬
                          ‫السليم لدى المتحاورين‪ ،‬والتوازن بي الترغيب والترهيب‪.‬‬

‫‪ .3‬بيان طرق النهوض بالتفكير وتحديد مساره من خلال التخطيط الذي يساعد على نمو‬
‫التفكير وتحديد الأهداف مع التأكيد على الهدف الأساسي الذي يعتبر مقياسا لمقدار النمو‬

                                                  ‫الذي وصل إليه التفكير‪.‬‬

‫‪17‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42