Page 121 - eleven
P. 121

‫تباد ُل الآ ارء‪:‬‬

‫موقف العلماء الغربيين من الحضارة العربّية‪:‬‬

‫تتفاوت وجهات النظر الأوروبّية من الحضارة وجهة النظر الثانية‪:‬‬

‫يعتبُر رينان أ ّن ك ّل ما هو تلمي ٌح‪ ،‬وك ّل ما‬                 ‫العربّية الإسلامّية ما بين معترف بفضلها ودورها في‬
‫هو مره ٌف‪ ،‬وك ّل ما هو عمي ٌق‪ ،‬فهماً ناجماً عن‬                 ‫تقّدم الحضارة الإنسانّية‪ ،‬وما بين منكر لهذا الدور‪،‬‬
                                                               ‫تعّرف على الحجج والب ارهين التي يستند إليها ك ّل فريق‬
‫عمل الأوروبّيين‪.‬‬
                                                               ‫من هؤلاء لإثبات ما يقول‪.‬‬

‫وحَده الكندي بين فلاسفة العرب كان من‬                                                   ‫وجه ُة النظِر الأولى‪:‬‬
‫أصل عرب ّي‪ ،‬أ ّما الآخرون فليسوا عرباً لا بالدِم ولا‬
‫بالتفكيِر‪ ،‬حتّى الكندي نفسه الذي ُيعتبُر مؤ ِّس ُس‬             ‫يقو ُل المف ِّكُر نيكسون «إ َّن أعما َل العرِب‬
‫الفلسف ِة العربَّي ِة لم يك ْن في مذهبِه إلا صدى‬               ‫العلمّيةَ اَتّصف ْت بالدَقِّة وسع ِة الأف ِق‪ ،‬وقد استمَّد‬
‫لمذه ِب السريان الذين يرتبطون مباشرةً بش ارح‬                   ‫منها العلُم الحدي ُث – بما تحملُه هذه العبارةُ‬
                                                               ‫من معا ٍن ‪ -‬مقِّوماتِه بصورة أكثر فعالّية م ّما‬
‫اليونان في الإسكندرية‪ ،‬حتّى المعلّقات الجاهلّية‬
‫يخبو فيها الخيا ُل الخّل ُق‪ ،‬فهي لا تتعَّدى مئة‬                                                   ‫نفتر ُض»‪.‬‬
‫بي ٍت ولا تعِّبر إلا عن إحسا ٍس شخص ّي أو حال ٍة‬               ‫ويقول «ُدولنبر» في كتا ِب «تاري ِخ الفل ِك»‪:‬‬
‫نفسَّي ٍة بطلها الكاتب نفسه‪ ،‬لذا ليس عندهم شعٌر‬                ‫«لقد مَن َح اعتماُد العرِب على التجرب ِة مؤلفاتِهم‬
‫قصص ّي أو د ارمي‪ ،‬كما أ ّن الق ّصةَ عندهم أَتَتْهُم‬            ‫دقّة إو�بداعاً‪ ،‬ولم يبتعْد العر ُب عن الإبدا ِع»‪.‬‬
                                                               ‫ويستطرُد قائلاً‪« :‬ومن مبا ِحثِنا في أعما ِل العرِب‬
       ‫من الهنِد‪ ،‬ولم تتطّوْر إلا في فترٍة لاحق ٍة‪.‬‬            ‫العلمَّي ِة أَّنهم أنجزوا في ثلاث ِة قروٍن أو أربعة قرون‬

                                       ‫ابدأ المناظرة‪:‬‬          ‫من الاكتشافا ِت ما يزيُد ع ّما حَقّقه الأغارقةُ في‬
                                                               ‫زم ِن أطول من ذلك بكثير‪ ،‬وكا َن ت ار ُث اليونا ِن‬
                     ‫‪ -1‬يق ّسُم الّص ُّف إلى مجموعتين‪.‬‬         ‫قد انتق َل إلى البيزنطيين‪ ،‬ولكّنهم لم يستفيدوا منه‬
‫‪ -2‬تبح ُث ك ُّل مجموع ٍة عن الحج ِج والب ارهين المنطقّي ِة‬     ‫زمناً طويلاً‪ ،‬ولما آ َل إلى العرِب حّولُوه إلى غيِر‬
                                                               ‫ما كا َن عليه‪ ،‬فتلقّاه ورثتهم (يقصد الأوروبيين‬
           ‫التي تستنُد عليها لإثبا ِت الفكرة التي تؤّيدها‪.‬‬
‫‪ -3‬تثب ُت ك ُّل مجموع ٍة الأس َس التي اعتمَدت عليها لإقنا ِع‬                    ‫حديثاً)‪ ،‬وحّولوه مخلوقاً آخر»‪.‬‬

                                      ‫الطر ِف الآخر‪.‬‬

‫‪ -4‬تدعُم ك ُّل مجموع ٍة فكرتَها بتفاصي َل وأمثل ٍة من الن ِّص‬
                                     ‫ومصادِر التعلّم‪.‬‬

‫‪ -5‬تذ ّكروا‪ :‬استخدام آداب الحوار في النقاش‪.‬‬

                                                ‫‪119‬‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126