Page 109 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 109

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫يقـوم بهـذا العمـل يتمتـع بالحقـوق المقـررة للمؤلـف علـى‬              ‫تـم اسـتغلال عنصـر أو أكثـر مـن عناصـر الفلكلـور فـي‬
     ‫المصنفـات الأدبيـة أو الفنيـة أو العلميـة وفقـا لقانـون‬               ‫عمل مبتكر‪ ،‬سـواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا‪ ،‬فإن من‬
                                                                           ‫يقـوم بهـذا العمـل يتمتـع بالحقـوق المقـررة للمؤلـف علـى‬
                                        ‫الملكيـة الفكريـة‪.‬‬                 ‫المصنفـات الأدبيـة أو الفنيـة أو العلميـة وفقـا لقانـون‬
     ‫وذلـك لأن –وكمـا جـاء بحكـم المحكمـة الاقتصاديـة‬                      ‫الملكية الفكرية (م ‪/138‬بند ‪ ،1‬وبند ‪ ،2‬وبند ‪.)139( )3‬‬
     ‫محـل التعليـق‪ « -‬قيـام شـخص بابتـكار عمـل مسـتمد‬                      ‫وهـذا مـا سـن اره بشـيء مـن التفصيـل فـي المطلـب الثانـي‪.‬‬
     ‫مـن الفلكلـور فـإن هـذا العمـل يخـرج مـن رحابـة الفلكلـور‬             ‫ولكـن قبـل ذلـك نـود أن نقـول كلمـة ‪ :‬أن الاقتبـاس مـن‬
     ‫كملـك عـام ويدخـل تحـت عبـاءة حمايـة المصنـف لمـا‬                     ‫الفلكلـور ليـس حـ ار وبـا قيـود‪ ،‬بـل أن حمايـة التـ ارث‬
     ‫لهـذا الابتـكار مـن جهـد إبـداع شـخصي مميـز يسـتحق‬                    ‫قـد تقتضـي حصـول مـن يريـد اسـتغلال عناصـر مـن‬
                                                                           ‫التـ ارث علـى ترخيـص مـن الـو ازرة المختصـة‪ ،‬سـواء كان‬
                                     ‫عنـه الحمايـة»(‪.)140‬‬                  ‫اسـتغلالا تجاريـا أو بغيـر غـرض تحقيـق الربـح‪ ،‬وأن‬
                                                                           ‫يدفـع مقابـا لهـذا الاسـتغلال للتـ ارث فـي حالـة الاسـتغلال‬
     ‫وقيـل فـي القضيـة محـل التعليـق أن المدعـي عليـه‬                      ‫التج�ـاري‪ .‬فـ�إن المـادة ‪ 142‬مـن قانـون الملكيـة الفكريـة قـد‬
     ‫كان يظـن أن النصـوص المقتبسـة تنتمـي إلـى الفلكلـور‬                   ‫اعتبرت « الفلكلور الوطني ملكاً عاماً للشعب» وأعطت‬
     ‫أو إلـى التـ ارث‪ ،‬ولكـن اتضـح أنهـا ليسـت كذلـك‪ .‬فقـد‬                 ‫للـو ازرة المختصـة أن تباشـر عليـه حقـوق المؤلـف الأدبيـة‬
     ‫أرتكـز دفاعـه علـى محـور وحيـد وهـو أن المصنفـات‬                      ‫والماليـة وتعمـل علـى حمايتـه ودعمـه»‪ .‬ومـن ثـم فـأي‬
     ‫موضـوع الاتهـام ليسـت خاصـة بالمدعـي وإنمـا هـي تـ ارث‬                ‫عمـل أدبـي أو فنـي يسـتند علـى عناصـر مـن الفلكلـور‬
     ‫فلكلـوري‪ ،‬مسـتندا فـي ذلـك إلـى تقديـم الأسـتاذ خيـري‬                 ‫الوطنـي‪ ،‬يجـب أن يحصـل علـى ترخيـص بذلـك مـن‬
     ‫شـلبي لكتـاب للمدعـي يحمـل عنـوان « ديـوان فـن الـواو»‪،‬‬               ‫الـو ازرة المختصـة ( و ازرة الثقافة)‪.‬وفـي جميـع الأحـوال‪،‬‬
     ‫الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ .2003 ،‬كما أرينا سـابقا‪.‬‬                  ‫لابـد أن يشـير مؤلـف العمـل إلـى عناصـر الفلكلـور التـي‬

     ‫فـإن صـح هـذا الزعـم‪ ،‬وكان العمـل “ تكـ ار ار للفلكلـور‬                  ‫اسـتند إليهـا فـي إنجـاز المصنـف محـل الاسـتغلال‪.‬‬
     ‫دون جـدة أو ابـداع فيـه” فـا تنعطـف عليـه الحمايـة‬
                                                                                          ‫المطلب الثاني‬
     ‫‪ 140‬قـارن حكـم محكمـة باريـس الكليـة فـي ‪ 18‬ديسـمبر ‪،2020‬‬               ‫تمتع أشعار فن الواو المستمدة من الت ارث‬
                                              ‫رقـم ‪.04106/19‬‬
                                                                                 ‫بالحماية المقررة لحقوق المؤلف‬
     ‫حيث جادل المدعي عليهم بأن أغنية « ‪ ”Man O To‬مسـتوحاة‬
     ‫مـن الشـعر والموسـيقى التقليديـة الفارسـية وتفتقـر إلـى الأصالـة‪،‬‬     ‫أرينا حالا أن الاقتباس من الفولكلور أو من المعارف‬
     ‫ومـن ثـم لا تسـتحق حمايـة حقـوق المؤلـف‪ .‬ولكـن المحكمـة‬               ‫التقليديـة ليـس ممنوعـا علـى المبدعيـن‪ .‬وعلـى هـذا‪ ،‬إذا‬
     ‫ردت علـى هـذا الزعـم بـأن المصنـف يكـون أصيـا عندمـا يبـرز‬            ‫تـم اسـتغلال عنصـر أو أكثـر مـن عناصـر الفلكلـور فـي‬
     ‫شـخصية المؤلـف وخيا ارتـه الإبداعيـة‪ ،‬ومـن ثـم فـإن العمـل وإن‬        ‫عمل مبتكر‪ ،‬سـواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا‪ ،‬فإن من‬
     ‫تضمـن عناصـر مـن الملـك العـام فإنـه يمكـن حمايتـه إذا تضمـن‬
     ‫مسـاهمة شـخصية أصيلـة لمؤلفـه‪ .‬وبالنظـر إلـى إفـادة الخبـ ارء‬         ‫‪ 139‬البنـد ‪ :1‬المصنـف‪ :‬كل عمـل مبتكـر أدبـي أو فنـي أو علمـي‬
     ‫وشـهادة الشـهود‪ ،‬فـإن مؤلفـة هـذه الأغنيـة قـد قامـت بحريـة باختيـار‬  ‫أيـا كان نوعـه أو طريقـة التعبيـر عنـه أو أهميتـه أو الغـرض منـه‪.‬‬
     ‫ودمـج القصيـدة واللحـن التقليـدي واتخـذت خيـا ارت شـخصية فـي‬          ‫البنـد ‪ :2‬الابتـكار ‪ :‬الطابـع الإبداعـي الـذي يسـبغ الأصالـة علـى‬
     ‫ترتيبهمـا وأدائهمـا‪ ،‬فقـد حكمـت بـأن “ مـان أو تـو” محميـة بقانـون‬
     ‫المؤلـف ‪ ،‬لأنهـا تعكـس جهـدا إبداعيـا وبصمـة شـخصية للمؤلفـة‪.‬‬                                                          ‫المصنف‪.‬‬
     ‫وترتيبـا علـى ذلـك‪ ،‬يكـون الاعتـداء علـى هـذه الأغنيـة انتهـاكا‬             ‫البند ‪ :3‬المؤلف‪ :‬الشخص الذي يبتكر المصنف‪.».... ،‬‬

                ‫لحقـوق مؤلفتهـا وتسـتحق عنـه التعويـض المناسـب‪.‬‬
                  ‫والقضية بها تفاصيل كثيرة‪ ،‬نوصي بالرجوع إليها‪:‬‬

      ‫‪TGI de Paris (Tribunal Judiciaire de Paris, 3e‬‬
     ‫‪chambre 2e section ), le 18 décembre 2020,‬‬
     ‫‪19/04106, www.legirance.gouv.fr‬‬

‫‪109‬‬
   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114