Page 104 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 104

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫‪ 4‬مـن يونيـه سـنة ‪ 2013‬غيابيـا بإجمـاع الآ ارء بقبـول‬           ‫بـه مـن تأييـد الحكـم الغيابـي الاسـتئنافي القاضـي بإلغـاء‬
‫الاسـتئنافين شـكلا وفـي موضوعهمـا(؟!) بإلغـاء الحكـم‬            ‫البـ ارء‪ ،‬وذلـك لتخلـف شـرط صحـة الحكـم بهـذا الإلغـاء‬
‫المسـتأنف والقضـاء مجـددا بتغريـم المتهـم خمسـة آلاف‬            ‫وفقـا للقانـون‪ ،‬ولا يكفـي فـي ذلـك أن يكـون الحكـم الغيابـي‬
‫(كـذا) ونشـر الحكـم فـي جريدتـي الأخبـار والجمهوريـة‬            ‫الاسـتئنافي القاضـي بإلغـاء حكـم البـ ارءة قـد نـص علـى‬
‫علـى نفقتـه وأن يـؤدي إلـى المدعـي مبلـغ خمسـة آلاف‬             ‫صـدوره بإجمـاع آ ارء القضـاة‪ ،‬لأن المعارضـة فـي الحكـم‬
                                                                ‫الغيابـي مـن شـأنها أن تعيـد القضيـة لحالتهـا الأولـى‬
          ‫وواحـد جنيـه تعويـض مؤقـت والمصروفـات‪.‬‬                ‫بالنسـبة للمعـارض بحيـث إذا أرت المحكمـة أن تقضـي‬
                                                                ‫فـي المعارضـة بتأييـد الحكـم الغيابـي الصـادر بإلغـاء‬
‫ثانيــا‪ -‬لا حجيــة للحكــم الجنائــي هنــا أمــام القضــاء‬      ‫حكـم البـ ارءة فإنـه يكـون مـن المتعيـن عليهـا أن تذكـر فـي‬
                                          ‫المدنــي‪:‬‬             ‫حكمهـا أنـه صـدر بإجمـاع آ ارء القضـاة‪ ،‬ولأن الحكـم فـي‬
                                                                ‫المعارضـة وإن صـدر بتأييـد الحكـم الغيابـي الاسـتئنافي‬
‫بينـت محكمـة النقـض شـروط حجيـة الحكـم الجنائـي‬                 ‫إلا أنـه فـي حقيقتـه قضـاء منهـا بإلغـاء الحكـم الصـادر‬
‫أمـام القضـاء المدنـي عندمـا قضـت بـأن مفـاد نـص‬                ‫بالبـ ارءة مـن محكمـة أول درجـة‪ .‬لمـا كان ذلـك‪ ،‬وكان‬
‫المادتيـن ‪ ٤٥٦‬مـن قانـون الإجـ ارءات الجنائيـة ‪١٠٢ ،‬‬            ‫لهـذه المحكمـة‪ -‬محكمـة النقـض‪ -‬طبقـا لنـص الفقـرة‬
‫مـن قانـون الاثبـات رقـم ‪ ٢٥‬لسـنة ‪ ١٩٦٨‬أن الحكـم‬                ‫الثانيـة مـن المـادة ‪ 35‬مـن قانـون حـالات وإجـ ارءات‬
‫الصـادر فـي المـواد الجنائيـة بالبـ ارءة أو الإدانـة تكـون‬      ‫الطعـن أمـام محكمـة النقـض الصـادر بالقانـون رقـم ‪57‬‬
‫لـه حجيتـه قبـل الكافـة أمـام المحاكـم المدنيـة كلمـا كان‬       ‫لسـنة ‪ 1959‬أن تنقـض الحكـم لمصلحـة المتهـم مـن‬
‫قـد فصـل فصـاً لازمـاً فـي وقـوع الفعـل المكـون للأسـاس‬         ‫تلقـاء نفسـها إذا تبيـن ممـا هـو ثابـت فيـه أنـه مبنـي علـى‬
‫المشـترك بيـن الدعوييـن المدنيـة والجنائيـة وفـى الوصـف‬         ‫مخالفـة القانـون أو علـى خطـأ فـي تطبيقـه أو فـي تأويلـه‪،‬‬
‫القانونـي لهـذا الفعـل ونسـبته إلـى فاعلـه ويكـون للحكـم‬        ‫فإنـه يتعيـن نقـض الحكـم المطعـون فيـه وإلغـاء الحكـم‬
‫بالبـ ارءة هـذه القـوة سـواء بنـى علـى انتفـاء التهمـة أو عـدم‬  ‫الاسـتئنافي الغيابـي وتأييـد الحكـم المسـتأنف الصـادر‬
‫كفايـة الأدلـة فـإذا فصلـت المحكمـة الجنائيـة فـي هـذه‬          ‫ببـ ارءة الطاعـن‪ ،‬وذلـك دون حاجـة للتعـرض لأوجـه‬
‫الأمـور فإنـه يمتنـع علـى المحكمـة المدنيـة أن تعيـد بحثهـا‬
‫ويتعيـن عليهـا أن تتقيـد بهـا وتلتزمهـا فـي بحـث الحقـوق‬                                 ‫الطعـن المقدمـة منـه”(‪.)121‬‬
‫المدنيـة المتصلـة بهـا كـى لا يكـون حكمهـا مخالفـاً للحكـم‬
‫الجنائـي السـابق صـدوره(‪ . )122‬فـإذا لـم تتوافـر هـذه‬           ‫ونلاحـظ علـى الحكـم المتقـدم أن الطعـن بالاسـتئناف‬
‫الشـروط‪ ،‬فيكـون القاضـي المدنـي حـ ار فـي تقديـر وجـود‬          ‫فـي الحكـم الصـادر بالبـ ارءة مـن محكمـة أول درجـة‬
‫الخطـأ و اربطـة السـببية بيـن الخطـأ والضـرر أو نفيهمـا‪،‬‬        ‫لـم يكـن مـن النيابـة العامـة فقـط بـل أن المحكـوم عليـه‬
‫لي ارعـي ذلـك فـي تقديـر التعويـض إعمـالا لنـص المـادة‬          ‫أسـتأنف الحكـم هـو كذلـك‪ ،‬فـي ذات يـوم اسـتئناف‬
                                                                ‫النيابـة‪ ،‬وقيـد الاسـتئنافان برقـم ‪ 127‬لسـنة ‪ .2013‬بـل‬
                     ‫‪ 216‬مـن القانـون المدنـي(‪.)123‬‬             ‫أن حكـم النقـض المتقـدم لـم يذكـر فـي الوقائـع أن النيابـة‬
                                                                ‫العامـة قـد اسـتأنفت الحكـم‪ ،‬بـل جـاء بـه فـي ص ‪ 2‬فقـرة‬
‫ولمـا كان حكـم النقـض الجنائـي قـد رفـض الدعـوى‬                 ‫‪ 2‬مـا نصـه‪ “ :‬اسـتأنف المحكـوم عليـه‪ ،‬وقيـد اسـتئنافه‬
‫المدنيـة التابعـة للدعـوى الجنائيـة دون أن يناقـش‬               ‫برقـم ‪ 127‬لسـنة ‪ 2013‬جنـح مسـتأنف وقضـي بتاريـخ‬

‫‪ 122‬نقـض مدنـي‪ ،‬جلسـة ‪ 21‬فب اريـر ‪ ،2021‬الطعـن رقـم‬                               ‫‪ 121‬تابع الطعن رقم ‪ 25991‬لسنة ‪ 84‬ق‪.‬‬
                             ‫‪ 13486‬لسـنة ‪ 86‬قضائيـة‪.‬‬

‫‪ 123‬نقـض مدنـي‪ ،‬جلسـة ‪ 27‬مـن يونيـه ‪ ،1990‬الطعـن رقـم‬
                                  ‫‪ 950‬لسـنة ‪ 56‬القضائيـة‬

                                                                                                                             ‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109