Page 101 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 101

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫الهامـش إلـى نسـبة تلـك (التربيعـة) إلـى (ديـوان) واو‬         ‫الشـاعر الغنائـي عبـد السـتار سـليم سـنوات عمـره فـي‬
     ‫عبـد السـتار سـليم (لسـنة ‪ )1995‬ص ‪ .19‬وبمطالعـة‬               ‫هـوى فـن الـواو وعشـقه لفـن الـواو أنسـاه القصائـد التـي‬
     ‫ديـوان واو عبـد السـتار سـليم موضـوع الاتهـام تبيـن تواجـد‬    ‫تنقـل تجربـة شـعورية‪ ،‬فأنعطـف علـى فـن الـواو يكتـب‬
     ‫ذلـك المربـع بالفعـل بـذات الصفحـة المشـار إليهـا بالمربـع‬    ‫الرباعيـات (كـذا) (‪ )114‬التـي كانـت طـول عمرهـا وعـاء‬
     ‫الأول‪ .‬ومـن هـذا يبيـن أن المدعـي فـي الكتـاب المسـتند‬        ‫للحكـم والموعظـة الحسـنة وتلخيصـا للمعانـي الكبيـرة ذات‬
     ‫إليـه المتهـم أكـد علـى قيامـه بتجميـع الموروثـات مـن‬         ‫الطابـع الفلسـفي‪ ،‬ارح يكتـب رباعياتـه الخاصـة علـى‬
     ‫المربعـات فذكـر مـن نسـب إليـه المربـع إن كان معلومـا‬         ‫نسـق المـوروث مـن فـن الـواو”‪ .‬ثـم أضـاف الأسـتاذ‬
     ‫وأشـار إلـى بعـض مـن مربعاتـه فـي المتـن وحـدد مصـدر‬          ‫خيـري شـلبي‪ “ :‬وهـا هـو ذا ينفـق سـنوات أخـرى مـن‬
     ‫نشـرها فـي الهامـش‪ .‬وتسـتخلص المحكمـة مـن هـذا أن‬             ‫عمـره ليجمـع مـا أسـتطاع جمعـه مـن تـ ارث هـذا الفـن ممـا‬
     ‫فكـرة تجميـع أدبيـات المربـع وتـداول مآثـر مبدعيـه لا‬
     ‫ينفـي عنـه قيـام محدثيـن بكتابتـه مـن إبداعاتهـم ومنهـم‬              ‫تبقـى فـي صـدور مـن بقـى علـى قيـد الحيـاة”‪.‬‬
     ‫المدعـي تحديـدا‪ .‬وأضافـت المحكمـة فـي ختـام الـرد علـى‬
     ‫هـذا الدفـاع‪ “ ،‬ومـن نافلـة القـول أن الشـاعر المعـروف‬        ‫وقـد تصـدت المحكمـة لهـذا الدفـاع‪ ،‬مقـررة أنـه‬
     ‫عبـد الرحمـن الأبنـودي يكتـب يوميـا مربعـات خاصـة بـه‬         ‫بمطالعتهـا للكتـاب المشـار إليـه بمـا اسـتهل بـه مـن تقديـم‬
     ‫بجريـدة التحريـر ولا مندوحـة فـي أنهـا ليسـت مـن التـ ارث‬     ‫أتضـح لهـا أن الأسـتاذ خيـري قـد سـطر مـا مفـاده ‪ ”:‬أن‬
                                                                   ‫المدعـي قـام بكتابـة رباعيـات خاصـة بـه مـن بنـات ذهنـه‬
                      ‫الفلكلـوري بـل مـن صميـم إبداعاتـه”‪.‬‬         ‫وقريحتـه ولكـن علـى نسـق المـوروث مـن فـن الـواو أي‬
                                                                   ‫يثبـت مـن ذلـك القـول إن المدعـي لـه أعمالـه الخاصـة بـه‬
     ‫أمـا فيمـا يخـص المحـور الثانـي‪ ،‬فقـد أنصـب علـى‬              ‫وحـده مـن فـن الـواو‪ ،‬وفضـا عـن تلـك الأعمـال الخاصـة‬
     ‫الدفـع بعـدم جـواز نظـر الدعـوى لسـابقة الفصـل فيهـا‬          ‫به فإنه قد قام بعمل أخر هو تجميع الموروث الفلكلوري‬
     ‫! وقـد ردت المحكمـة علـى هـذا الدفـع بقولهـا إن‪“ :‬‬            ‫مـن فـن الـواو فـي الكتـاب آنـف البيـان”‪ .‬ثـم أضافـت‬
     ‫الدعـاوى المسـتند إليهـا لـم تتعـرض أي منهـا لـذات‬            ‫المحكمـة – مبينـة أمانـة المدعـي فـي نقـل المـوروث‬
     ‫الواقعـة موضـوع الاتهـام‪ ،‬فيكـون الدفـع علـى غيـر محـل‪،‬‬       ‫الفلكلـوري مـن فـن الـواو‪ -‬وإذ اسـتعرض المدعـي فـي‬
     ‫الأمـر الـذي يكـون قـد ثبـت معـه قيـام المتهـم بالتعـدي‬       ‫ذلـك الكتـاب نمـاذج مـن فـن الـواو فأشـار إلـى صاحـب‬
     ‫علـى الحـق المالـي والأدبـي للمؤلـف‪ ،‬ويكـون معـه قـد‬          ‫المربعـات متـى كان معروفـا‪ ،‬ومـن أمثلـة المربعـات‬
     ‫قـام الركـن المـادي للجريمـة‪ ،‬وإذ أن المتهـم شـاعر وملـم‬      ‫المعلـوم صاحبهـا مربـع ‪ :‬لابـد مـن يـوم معلـوم ‪ -‬تتـرد‬
     ‫بالتالـي بأشـعار أق ارنـه مـن الشـع ارء‪ ،‬وبالرغـم مـن ذلـك‬    ‫فيـه المظالـم ‪ X X‬أبيـض علـى كل مظلـوم‪ -‬أسـود علـى‬
     ‫اتجهـت إ اردتـه إلـى الاسـتيلاء علـى مربعـات المدعـي‬          ‫كل ظالـم‪ ،‬ونسـبه إلـى أحمـد بـن عـروس (مؤسـس) هـذا‬
     ‫وعـدم نسـبتها إليـه‪ ،‬الأمـر الـذي يتوافـر معـه الركـن‬         ‫الفـن‪ .‬وكذلـك مربـع‪ :‬أقـول لـه يقـول لا‪ -‬والقلـب مرعـوب‬
     ‫المعنـوي للجريمـة وتقضـي المحكمـة بمعاقبتـه بالمـادة‬          ‫وخايـف ‪ X X‬ابقـي قولـي لـه يـا قلـه – حيـن تـوردي ع‬
     ‫‪ 181‬الفقـرة الأولـى بنـد سـابعا والفقـرة الأخيـرة مـن قانـون‬  ‫الشـفايف‪ ،‬ونسـبه إلـى الشـاعر علـي النابـي‪ .‬ثـم جـاء‬
                                                                   ‫فـي ذات الكتـاب ليسـرد شـيئا خاصـا بـه‪ :‬كيـف ابقـى‬
                                ‫‪ 82‬لسـنة ‪.)115(”2002‬‬               ‫عاشـق وصبار – دنا ياما عذبت روحي ‪ X X‬وزرعت‬
                                                                   ‫فغيطانـي صبـار – لجلـن مـا داوى جروحـى‪ ،‬وأشـار فـي‬
     ‫‪ 115‬أشـرنا فـي وقائـع القضيـة أن هـذا الحكـم قـد ألغـي بحكـم‬
     ‫محكمـة النقـض الصـادر فـي الأول مـن سـبتمبر ‪ ،2015‬وسـوف‬       ‫‪ 114‬مـا يوجـد فـي فـن الـواو ليسـت رباعيـات انمـا مربعـات أو‬
     ‫نعـود إلـى هـذا الحكـم فـي المطلـب الثانـي المتعلـق بخصوصيـة‬                                                    ‫تربيع ـا ت ‪.‬‬

                                     ‫الحكـم الصـادر فـي القضيـة‪.‬‬

‫‪101‬‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106