Page 100 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 100

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫المتهـم بـأداء أشـعار الديـوان المشـار إليهـا‪ ،‬دون إذن مـن‬                      ‫المبحث الأول‬
               ‫المؤلـف ودون نسـبتها إلـي صاحبهـا‪.‬‬                 ‫سياق القضية‪ :‬السجال القانوني بين الخصوم‬

‫ولـم ينـف دفـاع المتهـم أمـام محكمـة أول درجـة قيـام‬                         ‫وخصوصية الحكم فيها‬
‫المتهـم بـأداء تلـك الأشـعار دون إذن مـن المؤلـف ولـم‬
‫ينسـبها إليـه‪ ،‬كمـا لـم ينـف إذاعتهـا وفقـا للأسـطوانة‬            ‫وفقـا للمعلومـات المتقدمـة‪ ،‬فـإن هـذه القضيـة تتمتـع‬
‫المقدمـة مـن المدعـي‪ .‬ولكـن ارتكـز دفـاع المتهـم علـى‬             ‫بخصوصيـة معينـة‪ ،‬وهـو أنهـا تنصـب علـى الاعتـداء‬
‫محوريـن ‪ :‬الأول ارتكـز علـى أن الأشـعار المدعـى‬                   ‫الجنائـي علـى أشـعار المدعـي (المطلـب الثانـي)‪ ،‬مـع أن‬
‫الاعتـداء عليهـا وانتحالهـا تنتمـي الـى التـ ارث الفلكلـوري‪،‬‬      ‫السـجال القانونـي بيـن الطرفيـن يعكـس الجوهـر الحقيقـي‬
‫والثانـي انصـب علـى الدفـع بعـدم جـواز نظـر الدعـوى‬               ‫للموضـوع وهـو الحمايـة المدنيـة للأشـعار محـل الاعتـداء‬
                                                                  ‫وإن سـلك المدعـي طريـق الادعـاء المباشـر(المطلب‬
                              ‫لسـابقة الفصـل فيهـا‪.‬‬
                                                                                                            ‫الأول) ‪.‬‬
‫فيمـا يتعلـق بالمحـور الأول‪ ،‬فقـد ارتكـز علـى أن‬
‫“ المصنفـات” ( الأشـعار) موضـوع الاتهـام ليسـت‬                                   ‫المطلب الأول‬
‫خاصـة بالمدعـي وانمـا هـي تـ ارث فلكلـوري واسـتند فـي‬                  ‫السجال القانوني بين طرفي القضية‬
‫ذلـك إلـى مصنـف للمدعـي نفسـه‪ ،‬وهـو ديـوان فـن الـواو‬
‫الصـادر عـام ‪ 2003‬عـن هيئـة قصـور الثقافـة‪ ،‬برقـم‬                                       ‫أولا‪ -‬مسار الدعوى الجنائية‪:‬‬
‫ايـداع ‪ ،2003/18720‬واسـتند كذلـك إلـى التقديـم الـذي‬
‫اسـتهل بـه الكتـاب‪ ،‬وهـو للكاتـب المعـروف الأسـتاذ‬                ‫فقـد نسـب المدعـي إلـى المتهـم بأنـه تعـدى علـى‬
‫خيـري شـلبي‪ .‬فقـد جـاء فـي هـذا التقديـم ‪ “ :‬لقـد أضـاع‬           ‫ديوانـه المعنـون ‪ “ :‬واو عبـد السـتار سـليم “ والمـودع‬
                                                                  ‫برقـم ‪ 95/4748‬بالهيئـة العامـة لقصـور الثقافـة‪ ،‬وذلـك‬
                     ‫في القلب تجريح‪ -‬غيرك ما قلبي غواشي‬           ‫بـأن قـام بنسـبة بعـض المربعـات الشـعرية لنفسـه‪ ،‬وقـدم‬
                                            ‫في صفحة ‪:23‬‬           ‫المدعي شـهادة صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة‬
                                                                  ‫تفيـد أن الديـوان صـادر عـن الهيئـة ضمـن إصـدا ارت‬
‫بعـدك مـا واحـد عجبنـي‪ -‬ولا خـدت صاحـب بدالـك ‪ X X‬اسـمع‬           ‫سلسـلة أصـوات أدبيـة برقـم ‪ 109‬لسـنة ‪ .1995‬فـي‬
               ‫كلامـي اللـي جبنـي – ون عبـت قـول مـا بدالـك‬       ‫المقابـل‪ ،‬لـم يقـدم المتهـم مـا يفيـد نسـبة المصنـف إليـه‪،‬‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:29‬‬           ‫مثـل شـهادة بتسـجيل المصنـف باسـمه وفقـا لأحـكام‬

‫مـا يوحشـك كل مـن غـاب – ولا يطـول الليـل عشـانه ‪ X X‬فيـه‬                   ‫قانـون الملكيـة الفكريـة‪ ،‬أو أي دليـل أخـر‪.‬‬
               ‫زول نبوتـه مـن غـاب – لكـن فـي يـده لـه شـانه‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:32‬‬           ‫وذكـر المدعـي فـي صحيفـة الدعـوى مواطـن‬
                                                                  ‫الاعتـداء علـى ديوانـه “ واو عبـد السـتار سـليم” بواسـطة‬
‫امـدح فـي سـيرة نبـي زيـن‪ -‬ضمـن الغ ازلـة وجارهـا ‪ X X‬الدنيـا دن‬  ‫المتهـم(‪ ،)113‬كمـا قـدم اسـطوانة مدمجـة احتـوت علـى قيـام‬
                               ‫بنبيديـن‪ -‬تسـكر لـو فـت جارهـا‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:38‬‬            ‫‪ 113‬وهي‪ ،‬كما وردت في صحيفة الدعوى‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
                                                                                                   ‫في صفحة ‪ 14‬من الديوان‪:‬‬
‫الدنيـا لا تسـوى قنديـل – ولا تسـوى انـك تطاطـي ‪ X X‬مـا يقنـدل‬
                 ‫العيشـة قنديـل – غيـر مشـي ابـو اصـل واطـي‬       ‫جـدد سـبب الربابـة – خليـه يقسـم بياتـي ‪ X X‬ون كنـت مغـرم‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:41‬‬                                           ‫صبابة‪-‬بكـرة المفـارق بياتـي‬

‫ياللـي انـت جايلـي معاتبنـي – ليـه بعتنـي بالخسـارة ‪ X X‬وحرقـت‬    ‫ماشـية البنيـة بخلخال‪-‬تخطـر كمـا فـرع مايـل ‪ X X‬عشـق الصبايـا‬
                          ‫قمحـي وتبنـي – ده جبـن ولا جسـارة‬                               ‫يـا أبـو الخـال –عامـل فـي قلبـي عمايـل‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:43‬‬                                                      ‫في صفحة ‪:16‬‬

‫فـي المبتـدا اذكـر الله – هـو خالقنـا ونشـينا ‪ X X‬وعاطينـا شمسـه‬  ‫هبـت عليـا أم تـاج ريح‪-‬لابشـه الدهـب والغواشـي ‪ X X‬مـا كفايـة‬
                                ‫وضلـه‪ -‬ارزق اركبنـا وماشـينا‬
                                           ‫وفي صفحة ‪:57‬‬

‫جيتلـك علـى قدامـي وارميـن‪ -‬خللـك ومـا تتبعنـي ‪ X X‬مـا تقوللـي‬
                    ‫صليـت و ار ميـن – خـاك فـي ليلـة تبيعنـي‬

                                                                                                                                   ‫‪100‬‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105