Page 110 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪ -‬العدد الثاني‬

‫عليه أن يقيم الدليل على نسـبة هذا المصنف إليه‪ .‬كأن‬ ‫القانونيـة‪ ،‬بوصفـه عمـا فكريـا‪ .‬وتطبيقـا لذلـك‪ ،‬إذا كانـت‬
‫يقـدم إفـادة بإيـداع المصنـف تحتـوى رقـم الايـداع وتاريخـه‬ ‫كل أعمـال وإصـدا ارت المدعـى لا تتمخـض إلا عـن “‬
‫ونوعـه فضـا عـن اسـم المؤلـف وكذلـك اسـم الناشـر‪.‬‬ ‫محـاكاة حرفيـة مطابقـة للفلكلـور الـذي نقلـت عنـه” أو‬
‫وقـد أقـام القانـون قرينـة علـى نسـبة المصنـف إلـى مؤلفـه‪.‬‬ ‫بمعنـى بعبـارة أدق إذا كانـت الأعمـال عبـارة عـن نقـل‬
‫فقـد جـاء فـي البنـد ‪ 3‬مـن المـادة ‪ 138‬مـن قانـون حمايـة‬ ‫حرفـي مـن الفلكلـور‪ ،‬فـا تسـتحق الحمايـة المقـررة بقانـون‬
‫حقـوق الملكيـة الفكريـة أنـه “ يعـد مؤلفـا للمصنـف مـن‬
‫يذكر اسـمه عليه أو ينسـب إليه عند نشـره باعتباره مؤلفا‬ ‫الملكيـة الفكريـة(‪.)141‬‬
‫لـه‪ ،‬مـا لـم يقـم الدليـل علـى غيـر ذلـك‪ .‬وفـي الدعـوى‬
‫الماثلـة‪ ،‬قـدم المدعـي ديوانـه يحمـل اسـمه وقـدم إفـادة‬ ‫أمـا إذا تميـزت هـذه الأعمـال بإبـداع وابتـكار مـن جانـب‬
‫مطابقـة للمعلومـات المذكـرة علـى الديـوان‪ .‬وقـد طالعـت‬ ‫مؤلفهـا(‪ ،)142‬وتـم نشـرها بأيـة وسـيلة مـن طـرق النشـر‪،‬‬
‫المحكمـة كتـاب المدعـي “ واو عبـد السـتار سـليم” وتبيـن‬ ‫فإنهـا بـا شـك تسـتحق حمايـة قانـون الملكيـة الفكريـة لـد أر‬
‫لهـا أن “ ديـوان المدعـي يحمـل ذات رقـم الإيـداع الثابـت‬ ‫أي اعتـداء يقـع عليهـا(‪ .)143‬ولا يشـترط لتلـك الحمايـة أن‬
‫فـي متـن صحيفتـه” وأثبتـت بذلـك صحـة رقـم الإيـداع‪،‬‬ ‫يتـم إيـداع المصنـف قانونـا‪ ،‬بـل علـى العكـس تسـبغ علـى‬
‫المصنـف الحمايـة ولـو لـم يتـم ايداعـه‪ .‬وعلـى هـذا الحكـم‪،‬‬
‫ممـا يفيـد نسـبة المصنـف إلـى المدعـي‪.‬‬ ‫نصـت المـادة ‪ 184‬مـن قانـون الملكيـة الفكريـة بقولهـا انـه‬
‫‪ “ :‬يلتزم ناشرو وطابعو ومنتجو المصنفات والتسجيلات‬
‫ومـن نافلـة القـول أن نذكـر أن القانـون قـد سـبغ‬ ‫الصوتية والأداءات المسجلة والب ارمج الإذاعية بالتضامن‬
‫حمايتـه علـى المصنفـات التـي تنشـر بغيـر اسـم أو باسـم‬ ‫فيما بينهم بإيداع نسخة منها أو أكثر بما لا يجاوز عشرة‬
‫مسـتعار‪ .‬وفـي ذلـك يضيـف البنـد ‪ 3‬مـن المـادة ‪138‬‬ ‫‪ .‬ويصـدر الوزيـر المختـص قـ ار ار بتحديـد عـدد النسـخ أو‬
‫سـالف الذكـر‪ “ ،‬ويعتبـر مؤلفـا للمصنـف مـن ينشـره بعيـر‬ ‫نظائرها البديلة م ارعيا طبيعة كل مصنف‪ ،‬وكذلك الجهة‬
‫اسـمه أو باسـم مسـتعار بشـرط ألا يقـوم شـك فـي معرفـة‬ ‫التـي يتـم فيهـا الإيـداع‪ .‬ولا يترتـب علـى عـدم الايـداع‬
‫حقيقـة شـخصه‪ ،‬فـإذا قـام الشـك اعتبـر ناشـر أو منتـج‬ ‫المساس بحقوق المؤلف أو الحقوق المجاورة المنصوص‬
‫المصنـف سـواء أكان شـخصا طبيعيـا أم اعتباريـا ممثـا‬
‫للمؤلـف فـي مباشـرة حقوقـه إلا أن يتـم التعـرف علـى‬ ‫عليهـا فـي هـذا القانـون”‪.‬‬

‫حقيقـة شـخص المؤلـف”‪.‬‬ ‫وهـذا لا يعنـي أن مـن يدعـي وقـوع اعتـداء علـى‬
‫مصنفـه لا يلتـزم بتقديـم الدليـل علـى ذلـك‪ ،‬بـل يجـب‬
‫خلاصة ما تقدم إذن‪ ،‬أن الأصل أن من يذكر اسمه‬
‫علـى المصنـف أو ينسـب إليـه يكـون هـو المؤلـف ويتمتـع‬ ‫‪ 141‬ولكـن يمكـن أن تجـد مظلـة قانونيـة أخـرى للحمايـة القانونيـة‪.‬‬
‫بجميـع الحقـوق الأدبيـة والماديـة المقـررة قانونـا علـى هـذا‬ ‫بالعكـس‪ ،‬قـد يمثـل فعلـه اعتـداء علـى الموروثـات الشـعبية‪ ،‬ويمكـن‬
‫المصنـف‪ .‬وترتيبـا علـى ذلـك‪ ،‬فـإن نشـر المدعـي لديـوان‬
‫بعنوان “ واو عبد الستار سليم” يحمل اسمه‪ ،‬يكون قرينة‬ ‫للـو ازرة المختصـة أن تتخـذ الإجـ ارءات القانونيـة حيالـه‪.‬‬
‫قويـة علـى أنـه مؤلـف المصنـف المذكـور‪ ،‬ومـن ثـم فـإن‬ ‫‪ 142‬ارجـع حكـم المحكمـة الدسـتورية العليـا‪ ،‬جلسـة ‪ 4‬ينايـر‬
‫عـبء إثبـات العكـس ينتقـل إلـى مـن يدعـي أن المصنـف‬
‫ليـس مـن تأليـف المدعـي‪ .‬ولـم يقـدم المدعـي عليـه مثـل‬ ‫‪ ،1997‬الدعـوى رقـم ‪ 2‬لسـنة ‪ 15‬دسـتورية‪.‬‬
‫‪ 143‬أنظـر حـول معاييـر وشـروط حمايـة المصنفـات الأدبيـة‬
‫هـذا الإثبـات العكسـي‪ ،‬فـي الدعـوى محـل التعليـق‪.‬‬ ‫والفنيـة‪ :‬د‪ .‬محمـد حسـام محمـود لطفـي‪ ،‬حقـوق الملكيـة الفكريـة‪،‬‬
‫المفاهيـم الأساسـية‪ ،‬الطبعـة الثانيـة‪ ،‬القاهـرة‪2021 ،‬م‪ ،‬ص‪150‬‬
‫وما بعدها؛ د‪ .‬عبد الرشيد مأمون‪ ،‬د‪ .‬محمد سامي عبد الصادق‪،‬‬
‫حقـوق المؤلـف والحقـوق المجـاورة‪ ،‬الكتـاب الأول‪ :‬حقـوق المؤلف‪،‬‬
‫الناشـر‪ :‬دار النهضـة العربيـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪87‬‬
‫ومـا بعدهـا؛ د‪ .‬عابـد فايـد‪ ،‬حقـوق التأليـف والحقـوق المجـاورة‪،‬‬
‫المعهـد القومـي للملكيـة الفكريـة‪ ،‬جامعـة حلـوان‪ ،‬القاهـرة‪،2019 ،‬‬

‫ص ‪ 19‬ومـا بعدهـا‪.‬‬

‫‪110‬‬