Page 46 - Jj
P. 46
العـدد 35 44
نوفمبر ٢٠٢1
المفاجأة ،حيث تفاجأ الزوجة بوجود زوجها محبو ًسا قبح ،لم يفته أن يسجل لقطة تعيين الطفل ابن هذه
داخل القسم في حالة قذرة وسيئة صحيًّا وجسد ًّيا، الأسرة ،والذي لم يتخط عشر سنوات ،مكان والده في
فتأخذه إلى البيت وتبحث عن كيفية علاجه .ويعرض المصنع الذي كان الأب يعمل به .وهنا في هذه اللقطة
لنا الفيلم المشهد وهي تنظفه ،ويأتي الطبيب ليخبرها
أن رعايتها له غير كافية ،وينصحها بالذهاب به إلى إشارة مقصودة إلى عمالة الأطفال.
المستشفى .لكنها تكون قد ملت من عبء الاهتمام به ثم يأتي الدور لاستعراض قسم الشرطة ضمن
سلسلة السلبيات المصورة ،وفجأة وبعد الموافقة على
مع مسؤولياتها في العمل لتدبير قوت أولادها .وتظهر تعيين الطفل مكان والده ليحصل على راتبه ،يطلب
في النهاية وهي تضرب وجه زوجها فاقد الوعي عدة مسؤول المصنع من الزوجة أن تحرر محض ًرا بغياب
زوجها ،وهو الطلب الذي كان يجب أن يطلبه في
مرات مطالبة إياه أن يفيق أو ينطق ،ثم تضع على بداية التفاوض حول عملها أو عمل طفلها ،لكن يبدو
رأسه الوسادة المهترئة لتكتم أنفاسه وتقتله. أن المخرج تذكر فجأة أنه نسي تصوير أحد المشاهد
الفيلم داخل قسم الشرطة ،فوضع هذه الجملة.
تذهب السيدة إلى القسم لتحرير المحضر وتتعرض
وهكذا ينتهي الفيلم الذي افتقد إلى كل عناصر الفيلم
السينمائي والفيلم التسجيلي م ًعا ..فالفيلم التسجيلي لمعاملة فيها قدر من الإهمال ،فيقول لها المسؤول
يعتمد على تسجيل أحداث حقيقية بشخصيات حقيقية عن عمل المحضر «روحي استني هناك» ،لتقف إلى
وفي أزمنة حقيقية ،أو بالاشارة إلى شخصيات حقيقية جوار حائط ،لكن تظهر مساوئ قسم الشرطة في
حتى لو تم تجسيدها بممثلين .والفيلم السينمائي
يعمل على تجسيد قصة مكتوبة لها حبكة وبداية
وتصاعد درامي ونهاية ،وفيها سيناريو وحوار من
خلال ممثلين يتقنون تجسيد المشاعر والأحداث .لكننا
هنا أمام اختيار شخصيات حقيقية لتسجيل مشاهد
ملفقة لتبدو مشاهد حقيقية.
اختيار أسرة مسيحية صعيدية حقيقية لتجسد حالة
من الفقر الشديد ودراما سوداوية قد تتنافى وأي
واقع فقير عاشته البشرية ،فمهما كان الفقر لا يمكن
أن يكون الفقر مرتب ًطا بالقذارة المادية والأخلاقية
بهذا الشكل ،ومهما كان الواقع قاسيًا لا بد من بعض
النماذح الإيجابية ونقاط الضوء.
اختار المخرج محافظة المنيا حيث تتفجر بين وقت
وآخر أحداث طائفية بسيطة ،وكأنه يريد أن يؤكد
أن هناك يوجد اضطهاد وإفقار لهؤلاء ،رغم أن أغنى
أسرة في مصر هي أسرة مسيحية من صعيد مصر.
التمثيل:
افتقرت البطلة إلى أدنى مستوى للتعبير ،فلم ن َر لها
سوى وجه واحد بائس بلا أية انفعالات ،فلم تصرخ
أو تعلق على تحول زوجها إلى دجاجة ،ولم نسمع
لها صو ًتا سوى في جمل قليلة خالية من الإحساس
والانفعال.