Page 117 - merit 36- dec 2021
P. 117

‫‪115‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

   ‫ومنذ ظهور القبائل الجرمانية‬    ‫جو بايدن‬
      ‫في القرون الميلادية الأولى‬

  ‫وخروجها من المجتمع البدائي‬
      ‫حتى عصر النهضة‪ ،‬كانت‬
     ‫فترة قصيرة للغاية في عمر‬

 ‫الزمن‪ ،‬فاتسمت «الثقافة العليا»‬
    ‫ومحدداتها وكلياتها الحاكمة‬
   ‫لـ»الذهنية الجرمانية» بغياب‬
     ‫«المرونة الحضارية» بسبب‬

  ‫انعزالهم فترة طويلة في الحياة‬
       ‫البدائية‪ ،‬فحملت بطبيعتها‬

   ‫التاريخية والحضارية سمات‬
      ‫الشخصية الرعوية والبدو‬

    ‫الرحل‪ ،‬التي افتقدت لسمات‬
     ‫التمدن ومجتمعات التحضر‬
    ‫والاستقرار‪ ،‬فجاءت سماتها‬

      ‫الشخصية محملة بالغلظة‬
      ‫والحدة والتطرف في قبول‬
      ‫الاختيارات‪ ،‬ثم التطرف في‬
‫التمرد عليها‪ ،‬فيما يمكن تسميته‬

          ‫بـ»الثنائيات الحدية»‪.‬‬
 ‫وهذا الخروج المتأخر من الغابة‬

     ‫والبدائية سيجعل الجرمان‬
         ‫يتسمون بغياب المرونة‬

 ‫الحضارية‪ ،‬وكذلك قرب الذاكرة‬
       ‫البدائية وسماتها المرتبطة‬

    ‫بالروابط البدائية التي تتعلق‬
 ‫بالقبلية‪ ،‬إذ «بما أن الجرمانيين‬
  ‫القدماء لم يتمكنوا من الاعتماد‬
‫على حماية ومساعدة إمبراطورية‬
‫بيروقراطية حينما يكونون تحت‬

    ‫تهديد هجوم أو مجاعة‪ ،‬فإنه‬
    ‫يتوجب على كل رجل وامرأة‬
     ‫من الجماعة الامتثال للمبدأ‬
  ‫السوسيوبايولوجي الأساسي‬

      ‫لحياة الجماعة المتجسد في‬
       ‫أواصر التضامن الأسري‬

                 ‫والجماعي»(‪.)4‬‬
        ‫فسنجد أن هذه «الذهنية‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122