Page 119 - merit 36- dec 2021
P. 119

‫‪117‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

 ‫موضوع «البريكست» وخروج‬             ‫في ظل صعود «الديمقراطيين»؛‬       ‫وأطروحاته السياسية في صفقة‬
  ‫بريطانيا من الاتحاد الأوربي؛‬    ‫لنؤكد على الفرضية وأن «الذهنية‬        ‫القرن وسد النهضة والحرب‬

      ‫الذي رغم أن الموضوع قد‬          ‫الجرمانية» هي الثقافة العليا‬    ‫التجارية مع الصين بـ»المسألة‬
  ‫طرح قبله لكن يمكن القول إن‬          ‫والفلسفة الحضارية الكامنة‬         ‫الأوربية» وظهور إرهاصات‬
  ‫سياسات ترامب وخطابه دعم‬                                               ‫«ما بعدها» وتخلخل النموذج‬
                                        ‫خلف النموذج الأوروبي‪/‬‬           ‫الغربي‪ ،‬دلالة على تعقد قدرة‬
     ‫تصاعد النمط في بريطانيا‪.‬‬      ‫الغربي بأكمله‪ ،‬بغض النظر عن‬            ‫النموذج على الحياة وتفجر‬
    ‫ومن خلال هذا النمط يمكن‬        ‫التنويعات السياسية أو الفكرية‬         ‫سمات «الذهنية الجرمانية»‬
 ‫القول إن مشتركات «مستودع‬                                                   ‫المتطرفة الكامنة‪ ،‬وتفجر‬
  ‫الهوية» الجرماني العامة بدأت‬        ‫التي تخرج للسطح وتتصدر‬            ‫تناقضاتها القديمة التي تميل‬
 ‫في التفكك والتحلل والتحول إلى‬                            ‫المشهد‪.‬‬
‫عناصرها الأولى‪ ،‬استنا ًدا إلى أن‬                                    ‫للعنف والتطرف والتشدد كثقافة‬
 ‫بريطانيا «الأنجلو ساكسونية»‬            ‫‪ -2‬تفكك مستودع الهوية‬         ‫عليا مخزنة في الذاكرة الجمعية‬
  ‫التي أسست الشكل السياسي‬                ‫الجرماني‪ :‬المكون الأنجلو‬    ‫التاريخية لتلك الشعوب‪ ،‬خاصة‬
  ‫لها قبائل «الأنجلو والساكس»‬                                           ‫الدول التي أنشئت في العصر‬
   ‫رفضت المشترك مع أرووبا‪،‬‬                            ‫ساكسوني‬
  ‫رغم وجود العنصر الجرماني‬          ‫فيما يخص «مستودع الهوية»‬        ‫الحديث نتيجة للتوسع الجرماني‬
     ‫القبائلي في العديد من بلدان‬                                       ‫في أمريكا تحدي ًدا (التي كانت‬
‫أوروبا جرمانية المكون الرئيسي‬           ‫الجرماني يمكن القول بأن‬
‫مثل‪ :‬فرنسا وألمانيا وإسباينا‪ ،‬أو‬    ‫«الذهنية الجرمانية» في الموجة‬     ‫مستعمرة بريطانية)‪ ،‬بالإشارة‬
 ‫جرمانية الأصل الخالص مثل‪:‬‬            ‫الحضارية الأوروبية الحالية‬         ‫إلى أن القبائل الجرمانية في‬
     ‫فنلندا والدنمارك والسويد‪.‬‬
 ‫بما يؤكد أن «مستودع الهوية»‬            ‫وصلت لذروتها مع المكون‬      ‫أوروبا هي التي أسست الكيانات‬
  ‫البريطاني الأنجلو ساكسوني‬        ‫الأنجلو ساكسوني الذي حملته‬         ‫السياسية قرب نهاية العصور‬
 ‫وفقا لهذا النمط؛ يتجه للانعزال‬     ‫بريطانيا وساد في مستعمراتها‬          ‫الوسطى في أوروبا الغربية‬
    ‫نتيجة لتفكك قدرة «الذهنية‬
 ‫الجرمانية» عمو ًما‪ ،‬واستنفادها‬        ‫الجديدة وعلى رأسها أمريكا‬     ‫مثل‪ :‬فرنسا وإسبانيا وبريطانيا‬
‫لقدرة أقنعتها الفكرية والفلسفية‬         ‫وأستراليا‪ ،‬وأن هذا المكون‬                          ‫وغيرها‪.‬‬
 ‫والسياسية عن احتواء النموذج‬         ‫في هيمنته سيستعيد التطرف‬
‫هناك‪ ،‬من خلال محاولة الحفاظ‬          ‫والعنصرية التاريخية الكامنة‬        ‫وللتدليل على تفجر تناقضات‬
‫على تناقضات الاختيار «المادي»‬       ‫خلف القشور الثقافية الأخرى‪،‬‬          ‫«الذهنية الجرمانية» وردتها‬
  ‫الجرماني الرئيسي الحاكم في‬         ‫وأن هذا النمط المتطرف وصل‬            ‫لعناصرها المتطرفة الأولية‬
                                        ‫لذروته مع الرئيس ترامب‬         ‫بالإضافة إلى سياسات ترامب‬
      ‫الموجة الأوروبية الحالية‪.‬‬                                          ‫العنصرية وخطابه المتطرف‬
    ‫أي في الاختيار المادي سواء‬                ‫الجمهوري اليميني‪.‬‬     ‫الصريح‪ ،‬سنذكر دلي ًل أو «نم ًطا»‬
‫الليبرالي أو الماركسي أو محاولة‬           ‫فهذا النمط الملحوظ الذي‬       ‫في مسألة «مستودع الهوية»‬
   ‫التوفيق فيما بينهما في طريق‬          ‫ظهر في «مستودع الهوية»‬           ‫الجرماني وتفكك مشتركاته‬
    ‫ثالث غربي‪ ،‬أو ظهور طريق‬         ‫الجرماني وتفككه إلى عناصره‬         ‫وعجزها عن الحياة والتماسك‬
      ‫روسيا الرابع الذي يعرف‬            ‫البدائية المتطرفة‪ ،‬يمكن أن‬    ‫في أوروبا ذاتها‪ ،‬وذلك التواكب‬
  ‫بالأوراسية الجديدة كمحاولة‬       ‫نسميه‪ :‬صعود المكون «الأنجلو‬       ‫مع صعود ترامب قبل أن يفشل‬
 ‫لإعادة خلق «الثنائيات الحدية»‬       ‫ساكسوني» وميله للعنصرية‬
                                   ‫والتمايز والتشدد تجاه «الذهنية‬         ‫فى الانتخابات الأخيرة‪ ،‬ثم‬
                                        ‫الجرمانية» وبقية جذورها‬     ‫سندلل على استمرار النمط نفسه‬
                                       ‫وقبائلها الأخرى في أوروبا‬
                                   ‫ذاتها‪ ،‬وتجاه الآخر الدولي‪ ،‬وقد‬      ‫بعد خروج ترامب ونجاح جو‬
                                       ‫ظهر هذا النمط في بريطانيا‬    ‫بايدن‪ ،‬ر ًّدا على الذين ا َّدعوا عجز‬
                                          ‫وتمثل في عهد ترامب في‬
                                                                       ‫الفرضية عن التفسير والعمل‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124