Page 121 - merit 36- dec 2021
P. 121

‫‪119‬‬           ‫تجديد الخطاب‬

‫فلورنس بارلي‬  ‫صامويل هنتجتون‬        ‫دونالد ترمب‬                            ‫عنوان رئيس لافت‪« :‬نموذج‬
                                                                         ‫الأنجلو ساكسون قد فشل»(‪.)9‬‬
    ‫بتأسيس الكيانات السياسية‬          ‫انهيار الإمبراطورية الرومانية‬
 ‫لإسبانيا (قبيلة القوط) وفرنسا‬          ‫القديمة‪ ،‬ما لم يتم فعل المزيد‬      ‫وفي أوقات مبكرة من بدايات‬
  ‫(قبيلة الفرنجة) وألمانيا (قبيلة‬   ‫[تجاه المناخ]‪ ..‬ورأى أن‪ :‬الأجيال‬      ‫الألفية الجديدة التفت البعض‬
                                    ‫القادمة تخاطر بالجوع والصراع‬
      ‫الألمان وغيرهم) وبريطانيا‬        ‫والهجرة الجماعية‪ ،‬إذا لم يتم‬          ‫لتفجر الحاضنة و»الذهنية‬
    ‫(قبيلتي الأنجلو والساكس)‪،‬‬           ‫إحراز تقدم في معالجة تغير‬              ‫الجرمانية» إلى مكوناتها‬

       ‫ثم قامت هذه الأخيرة أي‬                            ‫المناخ»(‪.)11‬‬   ‫القبائلية القديمة؛ إلى تيار أنجلو‬
   ‫بريطانيا (الأنجلو والساكس)‬       ‫من هنا سيكون تفجر «مستودع‬          ‫ساكسوني تتزعمه أمريكا‪ ،‬وتيار‬
 ‫بالتمدد في العصر الاستعماري‬
 ‫الكبير وأنشات عدة مستعمرات‬                ‫الهوية» الجرماني متمث ًل‬        ‫فرانكوفوني تتزعمه فرنسا‪،‬‬
                                          ‫في صعود المكون «الأنجلو‬        ‫وتيار جرماني ينسب إلى ألمانيا‬
     ‫أصبحت دو ًل مستقلة تتبع‬             ‫ساكسوني» هو التدليل على‬         ‫وتتزعمه‪ ،‬إذ «من ذلك [الخلاف‬
     ‫الثقافة العليا ذاتها (الأنجلو‬
                                            ‫تفجر تناقضات «المسألة‬           ‫الأمريكي الأوروبي] سوف‬
       ‫والساكس أو التي عرفت‬         ‫الأوروبية» و»الذهنية الجرمانية»‬     ‫يحدث انقسام في اجمالي الموقف‬
‫بالأنجلوساكسونية)‪ ،‬مثل أمريكا‬
                                           ‫الكامنة خلفها‪ ،‬فالمعروف‬        ‫الأوروبي لينتج هذا الانشقاق‬
                     ‫وأستراليا‪.‬‬        ‫تاريخيًّا أن القبائل الجرمانية‬         ‫ثلاثة تيارات‪ ،‬أولها التيار‬
     ‫من ثم يمكن القول إن قرار‬           ‫سكان شمال أوروبا أو شبه‬
   ‫بريطانيا (الأنجلوساكسونية)‬          ‫الجزيرة الإسكندنافية‪ ،‬عندما‬        ‫الأنجلو‪ -‬ساكسوني‪ ،‬وثانيها‬
  ‫بالخروج من الاتحاد الأوربي؛‬                                          ‫التيار الفرانكفوني‪ ،‬وثالثها التيار‬
  ‫كان التصا ًقا بأمريكا (الأنجلو‬          ‫هاجموا الموجة الحضارية‬        ‫الجرماني‪ ..‬ويلاحظ أن التيارين‬
  ‫ساكسونية) التي لم تكن تريد‬          ‫الأوربية الثانية التي تمثلت في‬
     ‫مناف ًسا ينازعها الهيمنة على‬   ‫الإمبراطورية الرومانية بمركزها‬         ‫الفرانكفوني والجرماني هما‬
   ‫الموجة الحضارية الأوروبية‪/‬‬                                           ‫حاليًا في حالة انسجام سياسي‬
                                        ‫في إيطاليا‪ ،‬قامت تلك القبائل‬
                                                                             ‫واقتصادي بمواجهة التيار‬
                                                                              ‫الانجلو‪ -‬ساكسوني»(‪.)10‬‬
                                                                         ‫وفي تأكيد على حضور الذاكرة‬
                                                                          ‫الجرمانية القديمة في الخطاب‬
                                                                           ‫البريطاني الجرماني الأنجلو‬
                                                                             ‫ساكسوني‪ ،‬يمكن أن ننظر‬
                                                                          ‫وفق مفاهيم «تحليل الخطاب»‬
                                                                       ‫ودلائها النفسية والثقافية؛ حينما‬
                                                                         ‫شبه رئيس الوزراء البريطاني‬
                                                                       ‫احتمالية الانهيار السريع للموجة‬
                                                                            ‫الحضارية الأوربية الحالية‪،‬‬
                                                                            ‫بانهيار الحضارة الرومانية‬
                                                                         ‫التي أزاحتها القبائل الجرمانية‬

                                                                                ‫وحلت محلها‪ ،‬وإن كان‬
                                                                       ‫التصريح يأتي في سياق مواجهة‬

                                                                           ‫تحديات المناخ الراهنة‪ ،‬حيث‬
                                                                         ‫«قال جونسون‪ ،‬بحسب وكالة‬
                                                                          ‫رويترز‪ :‬إن الحضارة العالمية‬

                                                                           ‫يمكن أن تنهار بنفس سرعة‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126