Page 10 - Pp
P. 10
العـدد 35 8
نوفمبر ٢٠٢1
د.محمد زيدان
نحو بلاغة عربية جديدة..
البلاغة الجديدة والنص الشعري
يصبح الخروج من حالة التفكير الاستعاري قصير المدى إلى التفكير
البلاغي النصي ،وإلى التفكير السياقي والتفكير بالمنظور السردي
والتفكير بالصورة؛ جز ًءا لا يتجزأ من تصور عام يشمل جوانب النص
الأدبي ومستوياته .فلسنا إذن بصدد رؤية بلاغية للنص الشعري فقط،
بل بصدد رؤية للنص الأدبي المعاصر ،وتأتي قرائن التوافق والترادف
والتقابل بين النصوص المختلفة في الأنواع الأدبية باعتبارها جز ًءا
من كل ،تتحول فيه رؤية القصة إلى بلاغة لرؤية الشعر والرواية
والمسرحية ،وهكذا يصبح تراسل السياقات في الأنواع الأدبية جز ًءا من
التفكير البلاغي القائم على التصور الفكري الفلسفي لمفهوم الإبداع في
اللغة العربية
تفكير بلاغي جديد ،لا يهمل الفكر الاستعاري التمهيد
في البلاغة القديمة ،ولكنه يبنى عليه .ولأن كل
المحاولات التي جرت للبحث عن البلاغة العربية البلاغة العربية الجديدة ضرورة واقعية:
الجديدة ،جاءت على سبيل ربط بعض مباحث
البلاغة القديمة بنظريات البلاغة الغربية ،فكلها لم -هل يمكن وضع تصورات لبلاغة عربية جديدة؟
تتعد محاولة هذا الربط .النص الشعري على وجه -هل البحث في البلاغة العربية انتهي بنهاية القرن
الخصوص تجاوز المجازات القديمة منذ عهد بشار
بن برد ،وأعطى إشارات مهمة لعملية التجاوز الرابع الهجري؟
البلاغي ،وظلت هذه الإشارات ُتعطى من قبل -هل ربط هذه التصورات بالنظرية الأدبية الغربية
النصوص ،حتى عهد شوقي وناجي ،وأصبحت جائز؟ أم أن الخضوع للبلاغة الكلاسيكية جزء من
ظاهرة بعد ظهور الشعر في شكله الجديد. ثوابت التفكير التي لا غنى عنها؟ هل يمثل وضع
لا يمكن اعتبار المجازات بأنواعها أداة من أدوات تصورات بلاغية جديدة خط ًرا على النص الأدبي؟
النص الشعري ،لأنها موجودة في كل النصوص.
وهل محاولة تحويل المفاهيم في التراث النقدي
كما لا يمكن الاعتماد على الاستعارة في شكلها والبلاغي إلى أدوات للنص جائزة؟ وإذا تمت هذه
القديم لتطوير النص .فالبلاغة الجديدة تصور المحاولات ،فهل يمكن أن تقدم شيئًا للنص الأدبي
المعاصر؟
كل هذه الأسئلة مشروعة في خضم البحث عن