Page 14 - Pp
P. 14
العـدد 35 12
نوفمبر ٢٠٢1
التي تحكم الواقع الحياتي والفكري للعربي ،ولذلك السياق الفكري :وهو يقدم الصورة العقلية للتفكير
نهضت نظرة المتلقي تب ًعا لإمكانية التفسير الحكمي، البلاغي.
وأصبحت نظرة الإنسان الذي يتعامل مع اللغة السياق المادي :ويمثل فكرة المنظور السردي في
قاصرة على المدى الذي تحدده اللفظة أو الجملة النص.
ولا عجب أن بقيت هذه النظرة حتى الآن تحكم
الدرس البلاغي والفقهي العربي؟ فلم يتعد التفكير الموقف الحكائي :ويمثل السياق الحي للنص.
البحثي عن كلمة ،وفي أفضل الأحيان كلمتين أو الموقف اللغوي :وتجتمع فيه كل صور التفكير
ثلاثة أو جملة فعلية أو اسمية أو شبه الجملة،
ليستخرج الجمال فيها ،مع أن الصيغة الجمالية البلاغي مع بلاغة الصورة.
في اللغة العربية لا يمكن أن توجد في لفظ واحد المنظور :بمستوياته في النص.
يفضله اللغوي عن بقية الألفاظ ،وإنما الجمال ينشأ الصورة :وأنساقها الجديدة.
عن النسق اللغوي ،والنسق اللغوي لا ينشأ إلا إن القانون اللغوي العام لا ينهض وحده بعملية
من وجود نسق فكري ،والنسق الفكري لا بد له التفكير البلاغي داخل الأنساق اللغوية ،وإنما
من تأسيس على المستوى الظاهر المادي والمنظور لابد أن تتبعه أنساق جمالية أخرى غير المتعارف
الفكري الذى يحكم عملية التفكير البلاغي على عليها ،حتى يمكن أن نطلق على نص ما أنه نص
أدبي وبعلاقات كلية من داخله وليس من خارجه.
النحو التالي: فالمجازات على سبيل التمثيل لا تقدم أدبية الأدب أو
تطرح شعرية القصيدة؛ بما في ذلك علاقات التشبيه
= النسق الفكري. النسق اللغوي. التي تحكم معظم مفردات البلاغة العربية تقريبًا،
= النسق المادي. = وإنما الذي ينهض بذلك تصورات أخرى من داخل
= النسق الصوري النص ،حيث تتوزع المجازات على الموقف اللغوي
بمستوياته المتعددة. النسق الجمالي. بشكل يتساوى مع الموقف الأدبي والشعري ،وإن
كان التفكير البلاغي جز ًءا من ماهية العلاقات
هذه الترسيمة هي الأكثر منطقية من وجهة اللغوية ،ويمكن أن يؤدي دو ًرا جوهر ًّيا داخل بقية
نظري في فهم أدوات وأساليب التفكير البلاغي الأنساق اللغوية ،لكن لا بد من البحث عن تصورات
أخرى ليس من الضرورة أن تكون شكلية لتعطي
المعاصر ،والذي وجد في كل أشكال التعبير
اللغوية قدي ًما وحديثًا ،أما البحث عن الأنساق صفة الأدبية للنص.
اللغوية الجزئية فلا يمكن استعمال كلمة نسق كذلك هناك ضرورة أخرى تتكاتف مع الضرورة
مع اللفظ والجملة ،حيث لا ينهض بعبء التفكير اللغوية في التفكير البلاغي الجديد ،وهي الضرورة
اللغوي ،ولا شك أن البلاغيين قدي ًما وحديثًا
الواقعية؛ فلا يمكن أن تؤدي اللغة العربية على
ساورتهم الكثير من الشكوك حول البلاغة وجه الخصوص دورها عن طريق الفكر القاعدي
العربية والجمود الذي أصابها ،في حين أن هناك المدرسي الذي يحكمها في قاعات الدرس الأدبي؛
أدوات بلاغية جديدة ظهرت في اللغات الأخرى، فالتصور أسبق من القاعدة ،وحياة اللغة لا تستمر
بالتأكيد على القاعدة بقدر ما تستمر بالنصوص
ولكن الذي خيب الآمال هو فكرة الاعتماد على الجديدة والتفكير البلاغي الذي يحكمها؛ وبالتالي
النظرية البلاغية العربية التي زعموا أنها كاملة فالضرورة الواقعية للبلاغة العربية مهمة في فهم
وموجودة ،حتى الجهود الحديثة التي حاولت
النصوص الجديدة ،وحتى في فهم النصوص
أن تقدم جد ًل حول المفاهيم البلاغية العربية، القديمة ،وبالأخص القرآن الكريم ،والذي حفل
بداية من الشيخ «أمين الخولي» إلى آخر كتاب بما يرشح لفكر بلاغي جديد ،بعي ًدا عن الأحكام
نقدي وبلاغي صدر الآن ،لم تتعد الدعوى إلى قصيرة المدى ،ولأن كتب التفسير كان همها في
التجديد ،وبعضهم حاول ربط المناهج الحديثة المقام الأول البحث عن أدوات لفهم المواقف المتفرقة