Page 16 - Pp
P. 16

‫العـدد ‪35‬‬                      ‫‪14‬‬

                                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

      ‫البلاغي الذي يعتمد على الرؤية سالفة الذكر‪،‬‬                  ‫بلاغة النص الشعري‬
 ‫والتصورات البلاغية الأربعة‪ ،‬وكل منها يحتاج إلى‬
‫تفصيل منهجي ليكون رؤية جديدة للبحث البلاغي‬           ‫إذا كان مقبو ًل أن نتعامل مع النص الشعري القديم‬
                                                     ‫بمفاهيم العلاقة التشبيهية‪ ،‬والاستعارية التي يعتمد‬
                                       ‫المعاصر‪.‬‬
   ‫هنا يصبح الخروج من حالة التفكير الاستعاري‬            ‫عليها الشاعر القديم من الناحية التصويرية على‬
                                                         ‫الأقل‪ ،‬وذلك أثناء قراءة أبيات معظمها لا ترتبط‬
     ‫قصير المدى إلى التفكير البلاغي النصي‪ ،‬وإلى‬        ‫ببعضها ارتبا ًطا بنائيًّا ظاه ًرا‪ ،‬فلا يمكن أن يكون‬
       ‫التفكير السياقي والتفكير بالمنظور السردي‬         ‫ذلك مقبو ًل ونحن نتعامل مع نص شعري جديد‬
                                                        ‫تخلى فيه الشعراء عن كثير من المفاهيم القاعدية‬
 ‫والتفكير بالصورة؛ جز ًءا لا يتجزأ من تصور عام‬            ‫للبلاغة العربية‪ ،‬فهناك نصوص كثيرة ‪-‬سواء‬
    ‫يشمل جوانب النص الأدبي ومستوياته‪ .‬فلسنا‬             ‫في القصائد التي تعتمد على الوزن العروضي‪ ،‬أو‬
  ‫إذن بصدد رؤية بلاغية للنص الشعري فقط‪ ،‬بل‬             ‫القصائد الحرة‪ ،-‬لا تقدم رؤية مجازية واضحة؛‬
                                                     ‫بل ربما تخلت عن المفاهيم المجازية وكونت علاقات‬
  ‫بصدد رؤية للنص الأدبي المعاصر‪ ،‬وتأتي قرائن‬
 ‫التوافق والترادف والتقابل بين النصوص المختلفة‬             ‫أخرى غير الاستعارية بأدوات كثيرة‪ ،‬تبدأ في‬
  ‫في الأنواع الأدبية باعتبارها جز ًءا من كل‪ ،‬تتحول‬      ‫تكوين أنساق تعتمد على نوع من التفكير اللغوي‬
  ‫فيه رؤية النص القصصي إلى بلاغة لرؤية النص‬          ‫الذي يحيط بالموقف الشعري كله‪ ،‬هنا تكمن المشكلة‬
  ‫الشعري‪ ،‬ورؤية النص المسرحي إلى بلاغة لرؤية‬           ‫الرئيسية التي نحن بصددها‪ ،‬وهي كيفية التعامل‬
‫القصيدة‪ ،‬ورؤية القصيدة إلى بلاغة لرؤية الرواية‪،‬‬       ‫مع نص يتعامل مع لغة تتعالى على القاعدة اللغوية‬
  ‫وهكذا يصبح تراسل السياقات في الأنواع الأدبية‬
                                                         ‫والبلاغية المألوفة‪ ،‬والضرورة تحتم البحث عن‬
      ‫جز ًءا من التفكير البلاغي القائم على التصور‬      ‫مفاهيم بلاغية من داخل النص الجديد وليس من‬
  ‫الفكري الفلسفي لمفهوم الإبداع في اللغة العربية‪،‬‬
                                                                                             ‫خارجه‪.‬‬
      ‫ونحن في انتظار اليوم الذي نرى فيه مناهج‬           ‫المسألة تصبح أكثر تعقي ًدا مع النصوص الأدبية‬
‫الدرس في المدارس العربية والأقسام المتخصصة في‬         ‫الأخرى‪ ،‬القصة‪ ،‬والرواية‪ ،‬والمسرحية‪ ،‬والتمثيلية؛‬
 ‫الجامعات العربية؛ تبحث عن رؤية مختلفة للتفكير‬        ‫إذ ليس من المعقول البحث عن صورة بيانية داخل‬
                                                      ‫فصل في رواية‪ ،‬أو مسرحية‪ ،‬أو نص تمثيلي‪ ،‬وهذا‬
               ‫البلاغي واللغوي‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬    ‫يتماس بشكل واضح مع منجزات علم اللغة الحديث‬
  ‫‪ -1‬البحث عن السياق بد ًل من البحث عن الصور‬            ‫واللسانيات البنيوية وغيرها من جهود النظريات‬
                                                        ‫الأدبية الغربية‪ ،‬ولكن ذلك يبقى بعي ًدا عن تقديم‬
                                ‫البيانية المتناثرة‪.‬‬
 ‫‪ -2‬تقديم المنظور السردي بد ًل من تقديم العلاقة‬           ‫مفاهيم بلاغية من داخل النص العربي تخص‬
                                                       ‫الإنسان العربي‪ ،‬ومن الأسرار الكثيرة التي تحيا‬
                                       ‫الجزئية‪.‬‬         ‫في داخل اللغة العربية‪ ،‬وهذا أليق بمهمة التفكير‬
   ‫‪ -3‬البحث عن مكونات الموقف بد ًل من مكونات‬

                                       ‫التشبيه‪.‬‬
   ‫‪ -4‬بناء الصورة بدلً من البحث عن وجه الشبه‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21