Page 173 - Pp
P. 173
171 الملف الثقـافي
مجال الفن ،خاصة أولئك أدرك لحظة التحول الهامة الزراعة أو واحدة من المهن
الأقل موهبة وقدرة ،فوق تلك ،ولاحظ ازدياد شعبيته الأخرى نها ًرا ،وهو ما
هذا يمتلك رشاد صوت قوي
خارج نطاقه في المحيط يعني أن أهل الإنشاد ليسوا
وقدرته عالية على الأداء القريب. محترفين تما ًما ،بل شبه
المعبر بتلويناته المختلفة،
حسب مقتضيات وموضوع «رشاد عبد العال» اسم احتراف ،وإن شئنا الدقة هو
الخانة ،ساهم كل ذلك في لفنان كبير وعظيم ،صاحب نصف احتراف.
زيادة الطلب عليه ،فهو موهبة جبارة في فن الكف،
صاحب لون جديد وبديع في وقد قام بعدد من التطويرات مع نهاية السبعينيات من
القول ،أذكر أن الجزء الأكبر القرن الماضي ستدخل الآلة
الذي شد الناس إليه هو المهمة في هذا الفن ،لكن
عزفه للطبلة ،وهو ما جعل هذا التطوير كان له جوانب بقوة في عمق الفن ،لتعيد
البعض يلقبه بـ»شيطان -في ضوء وجودها الطاغي-
الطبلة» ،وهو ما دفع الناس أخرى ،في بداياته ،مدر ًكا
للذهاب إليه وطلبه ليحيي أوائل عصر انتشار الكاست، ترتيب شكل السامر،
ليالي أفراحهم ،في البداية المقصود بالآلة هنا هي آلة
بالطبع كانت الليلة التي وهو الذي سيؤمن ذيو ًعا التسجيل ،ليست البيك أب
تسبق ليلة الفرح الأساسية، واس ًعا وشهرة كبيرة ،بدأ واسطوانته ،لكن الأشرطة
ليلة الحنة ،قبل أن تقفز بعد «رشاد» دخوله لمجال الكف
ذلك ليكون الكف هو الليلة الخفيفة والأجهزة التي
الأساسية بدي ًل عن الإنشاد مصاحبًا لطبلة يضرب تسارع وجودها لدي الأفراد
عليها بنفسه بجوار الممسك
الديني. للطار ،وهو ما عني زيادة وداخل البيوت ،خاصة أن
في سنوات سابقة كان تلك الفترة ستشهد عودة
التهجير قد وقع لأهل النوبة، الإيقاع ودخول الزخرفة العاملين من الخليج بفوائض
وجاءت إقامتهم بالقرى التي عليه ،مما أدي إلى إدخال مالية سيكون لها دور كبير
تنتهج الكف في لياليها ،غناء الخانة الرباعية في مجال في ترتيب المشهد وطرق
النوبة مختلف بالطبع ،يتفق الفن؛ الذي كان يعتمد فقط
مع الكف في سيادة الإيقاع على اللازمة ذات الشطرة الأداء.
كسمة رئيسة ومميزة ،لكن الواحدة ،أو يبتدأ بالمشالة؛ بداي ًة ،وجود الآلة جعل
بالإضافة للإيقاع توجد آلات والمشالة عبارة عن شطرات انتقال الصوت أسرع وأخف
موسيقية أخرى داخل الفرق شعرية يتم تبادلها بين تكلفة من صاحبه ،ثم تلك
الغنائية النوبية ،أي ًضا الرغبة الكفاف والفنان ،وكانت غالبًا الرغبة الشرهة من قبل
العارمة من رشاد عبد العال ما تتم في بداية أدوار الكف الأفراد لامتلاك تسجيلاتهم
ورفيقه الفنان محمد أبو قبل الانتقال للخانة اليتيمة، الخاصة ،فقاموا بتسجيل
درويش في التطوير وإدخال كما يطلق عليها أهل الفن، ليالي الأفراح والإنشاد
آلة موسيقية في سامر الكف، وكما أوردنا أمثلة لها ،دخول وتداولها على نطاق واسع،
جعلهم يجربون عد ًدا من الطبلة على يد عازف ماهر وهو ما بدأ يلفت الانتباه
الآلات المختلفة :الأكرديون، هو رشاد نفسه ،وقدرة لأصوات أخرى وبعيدة عن
الناي ،الكمان ،الأورج. عالية منه على الارتجال الحيز الجغرافي القريب،
السريع والمناسب للموضوع، بالطبع سيكون لأصحاب
كما أنه سيوحد اي ًضا بين الأصوات الجميلة والقدرة
الشطرات /الشجرات الثلاث العالية على الارتجال الموافق
في رده ،وهذه كان يتخفف للموضوع هو ما سوف
منها الكثير من القوالين في يجعلهم الأكثر طلبًا وإقبا ًل،
هنا يأتي دور الفنان الذي