Page 169 - Pp
P. 169

‫وضع جمال عبد الرحيم ألحا ًنا‬                                  ‫صفر على‬
   ‫لمجموعة من أغاني الأطفال‪ ،‬مثل‬
 ‫أغاني مسرحية الأطفال الموسيقية‬                                 ‫نزوة أو عمل موسيقي في‬
   ‫"الطيب والشرير"‪ ،‬وأي ًضا هناك من‬                             ‫صيغة حرة)‪ .‬ومن أعماله‬
    ‫أغاني الأطفال المبنية على ألحان‬                             ‫للكورال‪ ،‬هناك ست أغاني‬
    ‫شعبية مصرية معروفة‪ ،‬مجموعة‬                                  ‫شعبية مصرية في صياغة‬
   ‫الأغاني التي كتبها في الفترة من‬
 ‫‪ 1974‬إلى ‪ ،1980‬ومعظمها مصاغة‬                                      ‫بوليفونية (أي صياغة‬
‫في نسيج بوليفوني بسيط‪ ،‬يتناسب‬                                      ‫متعددة التصويت) هي‬
                                                                ‫“البطة” و”روق القناني”‬
                        ‫مع سن الأطفال‬                          ‫و”الحنة” و”مرمر زماني”‬
                                                                 ‫و”الواد ده ماله ومالي يا‬
   ‫ومن ًعا للإحراج‪ .‬وبمرور‬         ‫ابتهال ديني إسلامي على‬    ‫امه” و”حالي ع البدوية”‪ .‬كما‬
    ‫الأيام وتكرار التدريبات‬     ‫كلمات للإمام زين العابدين‪،‬‬    ‫أن هناك ست أغاني للأطفال‬
 ‫على هذا العمل‪ ،‬بدأنا نشعر‬                                         ‫في صياغة لصوتين أو‬
     ‫به ونفهمه ونستوعبه‪،‬‬          ‫وهو لمنشد تينور وكورال‬      ‫ثلاثة‪ ،‬وهم “قطتي صغيرة”‬
  ‫شيئًا فشيئًا‪ ،‬حتى وصلنا‬      ‫رجال بمصاحبة الناي ‪،1968‬‬         ‫و”غاغو” و”ساعة نومي”‬
‫جمي ًعا إلى مرحلة أننا فهمناه‬                                     ‫و”يا دميتي” و”كان في‬
‫واستوعبناه‪ ،‬وأعجبنا جمي ًعا‬      ‫سجله لإذاعة الشعب كارم‬       ‫واحده ست عندها ‪ 12‬بنت”‪،‬‬
  ‫به أشد الإعجاب‪ ،‬وأحببنا‬      ‫محمود‪ ،‬وعزف الناي لمحمود‬
‫العمل بشكل لم نكن نتوقعة‪،‬‬                                                     ‫و”يارب”‪.‬‬
‫وأصبحنا نعزفة دون النظر‬                             ‫عفت‪.‬‬        ‫وهناك أي ًضا خمس أغاني‬
   ‫في المدونة الموسيقية‪ ،‬فقد‬     ‫يحضرني حادثة وقعت لنا‬         ‫شعبية في صياغة لصوتين‬
‫حفظناه عن ظهر قلب‪ ،‬ومن‬           ‫حينما كنا طلا ًبا أعضاء في‬      ‫أو ثلاثة أو أربعة لكورال‬
‫هنا استنبطنا وعرفنا قدرات‬         ‫أوركسترا الكونسرفتوار‪،‬‬     ‫الأطفال ‪ ،1979 -1973‬وهي‬
 ‫جمال عبد الرحيم الإبداعية‬                                   ‫“الثعلب فات فات” و”سوسة‬
 ‫الحقيقية في صياغة العمل‪،‬‬             ‫كشفت لنا عن عبقرية‬       ‫كف عروسة” و”هنا مقص‬
    ‫وما يحتوية من جوانب‬            ‫جمال عبد الرحيم‪ ،‬وعلى‬          ‫وهنا مقص” و”يا عم يا‬
  ‫فنية لم يكن في قدراتنا أن‬       ‫أنه سابق عصره بعشرات‬          ‫جمال” و”حج حجيج بيت‬
  ‫نستوعبها في المرات الأولى‬        ‫السنين‪ .‬فبعد أول بروفه‬      ‫الله” (أغنية للحج)‪ ،‬وهناك‬
  ‫للتدريب‪ ،‬ومن هنا أدركنا‬           ‫عزفنا فيها أحد مؤلفاته‬
‫أن جمال عبد الرحيم مؤلف‬             ‫بعنوان “روندو بلدي”‪،‬‬
  ‫سابق لعصره‪ ،‬فهو يمتلك‬          ‫انتهت البروفة وقد انفجرنا‬
‫ح ًّسا رفي ًعا وقدرات إبداعية‬      ‫فجأة جميعنا في الضحك‬

                    ‫جبارة‬            ‫من هذا العمل‪ ،‬الغريب‬
                                 ‫العجيب الذي لم نستسيغة‬
                                 ‫على الإطلاق‪ ،‬ولكن ضحكنا‬
                                 ‫كان في كتمان شديد‪ ،‬حتى‬
                                   ‫لا يلحظ هذا مؤلف العمل‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174