Page 170 - Pp
P. 170

‫العـدد ‪35‬‬                                                   ‫‪168‬‬

                              ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬                                          ‫أحمد أبو خنيجر‬

   ‫أكفهم في التصفيق وخلق‬           ‫في أواخر الثمانينيات‬        ‫تحولات السامر الشعبي‬
      ‫وحدة الإيقاع‪ ،‬من هنا‬
                                   ‫وأوائل التسعينيات من‬
  ‫جاءت التسمية‪ :‬الكف‪ .‬مع‬            ‫القرن الماضي تم طرح‬
  ‫استخدام دبة أقدامهم على‬        ‫سؤال بدا وجي ًها‪ ،‬ما يزال‬
 ‫الأرض وتطويح أجسادهم‬               ‫صال ًحا حتى الآن‪ :‬هل‬
                              ‫الاحتراف قضى على المواهب‬
      ‫في حركات تماثل ميل‬       ‫المتعددة؟ كان سبب السؤال‬
‫النخيل والنبات حين تلاعبه‬       ‫وضرورة طرحه ناب ًعا من‬
 ‫الرياح‪ ،‬يبدأ هؤلاء باختيار‬        ‫تنامي وتيرة الاحتراف‬
‫لازمة الغناء‪ ،‬وهي ما تسمي‬       ‫داخل الغناء الشعبي‪ ،‬ومن‬
                               ‫ثم تبدلات السامر الذي بدأ‬
    ‫بالخانة‪ ،‬وغالبًا ما تكون‬    ‫يأخذ شك ًل وترتيبًّا جدي ًدا‪،‬‬
  ‫شطرة شعرية واحدة‪ ،‬من‬             ‫والقصد هنا هو سوامر‬
                               ‫الكف وليالي الإنشاد الديني‬
                ‫أمثلة ذلك‪:‬‬    ‫في جنوب الصعيد من مصر‪،‬‬
    ‫‪ -‬سير بينا ع الهادي يا‬       ‫حيث هما اللونان المميزان‬
                                 ‫لليالي الأفراح والمناسبات‬
                     ‫دليل‪.‬‬        ‫الاجتماعية الأخرى‪ ،‬لكن‬
     ‫‪ -‬عومي عوم المراكب‪..‬‬       ‫في البداية دعونا نرى كيف‬
                                 ‫كانت شكل السوامر وإلى‬
             ‫ياحلوة ادلعي‪.‬‬        ‫ماذا تحولات‪ ،‬حتى نرى‬
    ‫‪ -‬العقد وسيده يا دلال‪.‬‬     ‫طبيعة السؤال المطروح وما‬
                               ‫الذي قادتنا إليه المتوالية من‬
       ‫‪ -‬تطلب وما تراعي‬
                 ‫للظروف‪.‬‬                           ‫الأيام‪.‬‬
                               ‫بشكل أساسي كان الالتحام‬
     ‫‪ -‬أنا طالب الراحة ولو‬     ‫بين المطرب الشعبي وجمور‬
                   ‫بالموت‪.‬‬     ‫السامر يعد ركيزة أساسية‬

   ‫هنا على المطرب‪ /‬الفنان‪/‬‬       ‫في الفن الشعبي‪ ،‬فأنت لا‬
   ‫الغناي‪ /‬أن يرتجل ثلاث‬      ‫يمكنك التفريق بين المطرب‪/‬‬
 ‫شطرات‪ /‬شجرات شعرية‬           ‫الغناي‪ ،‬خاصة في ليالي الكف‬

      ‫مناسبة لطبيعة الخانة‬      ‫وبين غيره من الحاضرين‬
‫وموضوعها المطروح‪ ،‬وذلك‬               ‫في قلب السامر‪ ،‬إذ إن‬

  ‫باستخدام الجناس الكامل‬       ‫الجميع مشارك بقدر ما بين‬
    ‫أو شبه الكامل في الكلمة‬     ‫كفاف أو راقص أو مستمع‬
 ‫الأخيرة‪ ،‬حتى تكون القافية‬    ‫ومستحسن لقول‪ ،‬أو ناقد له‬
  ‫واحدة‪ ،‬وهو ما يسمي في‬         ‫ومراجع لصاحبه‪ ،‬ويتألف‬
   ‫دروب هذا الفن‪ ،‬بالمقفول‬     ‫فن الكف من كفافة‪ :‬خمسة‬
‫أو الفوقاني‪ ،‬وهو ما يتطلب‬     ‫أو ستة من الرجال يصطفون‬
 ‫من جمهور السامر من فك‬         ‫في صف واحد‪ ،‬يستخدمون‬
‫قوافيه حتى يتم المعني‪ ،‬وهو‬
‫ما يلزم الفنان بالتعريج على‬
  ‫الأغنية وفك قوافيها‪ ،‬مثال‬

                      ‫ذلك‪:‬‬
   ‫الخانة‪ :‬تطلب وما تراعي‬

                 ‫للظروف‪.‬‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175